2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
استثمار موريتانيا في المناطق الحدودية مع المغرب.. الأندلوسي يكشف الأبعاد السياسية والارتباط بقضية الصحراء

في خطوة ذات دلالات استراتيجية لافتة، أعلنت الرئاسة الموريتانية أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني سيحل بمدينة نواذيبو، العاصمة الاقتصادية للبلاد، يومي 27 و28 يوليوز الجاري، للإشراف على تدشين مشاريع حيوية ووضع حجر الأساس لمنشآت تنموية جديدة.
خطوة تكتسب أهمية خاصة، ليس فقط من منظور التنمية الداخلية، بل أيضاً في سياق إقليمي بالغ الحساسية، بالنظر إلى قرب نواذيبو من معبر الكركرات الحدودي، الرابط بين موريتانيا والمغرب.
وإذا كان ظاهر الخطوة تنموياً صرفاً، فإن باطنها يحمل رسائل سياسية واضحة المعالم، خصوصاً في ظل التحركات المتسارعة في ملف الصحراء المغربية، ومحاولات جبهة البوليساريو لخلق نوع من التوتر الرمزي في محيط الكركرات عبر مقذوفات عشوائية، وهو ما سبق وأن واجهته الرباط بحزم ميداني قبل سنوات.
تفاعلا مع ذلك، يرى رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية؛ نبيل الاندلوسي، أن الزيارة عبارة عن تحرك موريتاني، سياسي وسيادي بواجهة تنموية، وتحمل دلالات جيوسياسية واقتصادية بحمولة رمزية واستراتيجية في ذات الوقت، وتهدف إلى تثبيت موريتانيا كلاعب محوري في التحولات الجارية في ارتباطها بتطورات ملف الصحراء المغربية، والتفاهم الجديد بخصوص هذا الأخير بين الرباط ونواكشوط يعزز هذا التوجه الذي يمكن أن تلعبه موريتانيا لتعزيز استفادتها من هذه التطورات، وتقوية العلاقات المغربية الموريتانية والتعاون الاقتصادي بين البلدين، من خلال مشاريع نواذيبو الجديدة.
ووفق الأندلوسي الذي كان يتحدث لصحيفة “آشكاين”، فإن موريتانيا تتجه لتفعيل مقاربة تنموية، عبر اقتناص الفرص الاستثمارية التي تتيحها المرحلة، عبر تقوية محور نواكشوط ـ نواذيبو ـ الكركرات ـ الداخلة، كمحور تجاري حيوي يمكن أن يشكل نقطة تحول في المعاملات التجارية بين البلدين، وشريان اقتصادي مهم في المرحلة المقبلة.
وخلص المحلل السياسي بالتأكيد أنه بالرغم من حساسية المنطقة فإن تعزيز الاستثمارات بها هو إشارة سياسية إلى أن النزاع المفتعل بشأن قضية الصحراء المغربية على وشك الانتهاء، وأن المنطقة الحدودية مابين بواذيبو والكركرات أصبحت أكثر أمنا واستقرارا وقابلة لاحتضان مشاريع استثمارية واقتصادية.
لابد للخطوات التنموية التي ينهجها المغرب ان تؤدي الى تشابك عضوي للمصالح بين البلدين وتكون نمودجا يحتدى به في علاقات الجوار في كل إفريقيا.