بين “أكوا” المغربية و”سوناطراك” الجزائرية.. معركة نفوذ اقتصادية تشتعل في موريتانيا

تحولت موريتانيا في الآونة الأخيرة إلى مسرح لتنافس اقتصادي محتدم بين اثنين من عمالقة قطاع المحروقات في شمال إفريقيا؛ “أكوا أفريقيا” المغربية و”سوناطراك” الجزائرية، في سياق صراع جيو اقتصادي يتجاوز الأرقام والمشاريع إلى معادلات النفوذ السياسي والاستراتيجي في منطقة الساحل وغرب القارة.

وفي تقرير نشرته مجلة جون أفريك، اليوم الإثنين، سلّطت الضوء على هذا التنافس الذي بات عنواناً لصراع أكثر عمقاً، تؤثثه رهانات الاستثمار، وخرائط التموقع في سوق واعدة تشهد انفتاحًا ملحوظًا أمام اللاعبين الإقليميين في مجالات الطاقة والبنية التحتية.

شركة “أكوا أفريقيا”، الذراع الإقليمي لمجموعة أكوا المغربية، تعتمد في اختراقها للسوق الموريتانية على منطق “النجاعة الميدانية”، حيث تنفذ مشاريع ملموسة وتستهدف تعزيز الربط الطاقي بين المغرب وموريتانيا، بما في ذلك مشروعات مرتبطة باللوجستيك والطاقة المتجددة، ما يجعلها واجهة لسياسة اقتصادية مغربية قائمة على الأداء والامتداد الإفريقي.

في المقابل، تراهن الجزائر، وفق التقرير، عبر “سوناطراك” على البعد المؤسساتي، من خلال توقيع مذكرات تفاهم رسمية مع الحكومة الموريتانية، وتقديم عروض تقنية وخبرات في مجال النفط والغاز، وذلك في أفق تعزيز موقع الجزائر داخل موريتانيا كمزود محتمل، وفاعل صناعي تقليدي يحاول استعادة زمام المبادرة.

ويرى ذاته أن التنافس بين الطرفين لا يُختزل في المشاريع المعلنة، بل يندرج في سياق إقليمي أكبر، حيث تسعى كل من الرباط والجزائر إلى تكريس نفوذ استراتيجي عبر البوابة الموريتانية. وتلفت المجلة إلى أن الحسم لن يكون فقط بحجم الاستثمارات، بل بقدرة كل طرف على تحويل المشاريع إلى وقائع ميدانية، وبناء شراكات سياسية محلية تضمن الاستدامة والتأثير.