لماذا وإلى أين ؟

لماذا وجه الملك محمد السادس خطابه نحو الشعب الجزائري ولم يذكر القيادة الجزائرية؟ (شقير يُجيب)

أعاد الملك محمد السادس التأكيد على خيار المغرب الثابت في انتهاج سياسة “اليد الممدودة” تجاه الجزائر، وذلك ضمن خطابه بمناسبة ذكرى عيد العرش.

ووصف الملك الشعب الجزائري بـ”الشعب الشقيق”، مبرزا عمق الروابط التي تجمع بين الشعبين. كما بعث الملك إشارة إلى أن المغرب يظل متشبثا بمبدأ حسن الجوار، ويضع وحدة الشعوب المغاربية فوق كل اعتبار سياسي أو دعائي.

وقال الملك: ”بموازاة مع حرصنا على ترسیخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق”.

وأضاف: ”بصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت؛ وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك”.

وتابع الملك في خطابه: ”لذلك، حرصت دوما على مد اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول؛ حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين”.

واسترسل قائلا: ”إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف”.

AID L3ARCH

ويطرح ما جاء في الخطاب سؤالا جوهريا: لماذا وجه الملك محمد السادس خطابه نحو الشعب الجزائري تحديداً، ولم يذكر القيادة الجزائرية؟

محمد شقير الخبير في العلاقات الدولية، أكد أن “عدم ذكر القيادة الجزائرية والتوجه مباشرة إلى الشعب الجزائري فيه إشارة إلى عدم شخصنة الوضع وتفادي أي إحراج للقيادة الجزائرية”.

وأضاف أن التركيز على الشعب الجزائري يهدف في الوقت نفسه إلى تسليط الضوء على “الروابط الجغرافية والاجتماعية والثقافية العميقة التي تجمع بين البلدين، والتي تشكل أرضية لأي إمكانية في تجاوز ما نعته العاهل المغربي بالوضع المؤسف”.

وفي سياق آخر، لفت الخبير الانتباه إلى أن تركيز الخطاب الملكي على الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، وبالأخص موقف كل من المملكة المتحدة والبرتغال، يعتبر من بين مظاهر التأييد الأوروبي المباشر لهذه المبادرة.

وأشار إلى أن “بريطانيا تعتبر رئيس دول الكومنولث، مما سيكون له انعكاس مؤثر على تغيير مواقف دول منتمية لهذا التجمع، بما في ذلك جنوب أفريقيا الذي عرف موقف نظامها شرخاً بإعلان الرئيس الجنوب أفريقي السابق ورئيس ثالث قوة سياسية بهذا البلد تأييد مغربية الصحراء.

أما تأييد البرتغال للمبادرة المغربية، فيرى شقير أنه يشكل دعامة لهذا الزخم الدبلوماسي الدولي المساند للموقف المغربي، لا سيما في ظل مؤشرات أمريكية عازمة على الطي النهائي للملف”. واستدل على ذلك بـ”تجديد إدارة ترامب لموقفها من مغربية الصحراء والزيارة التي يقوم بها مستشار الرئيس الأمريكي الحالي للمنطقة المغاربية، والتي تعكس هذا التوجه”.

وشدد شقير على أن هذه التطورات قد “قوّت من الوضعية السياسية والتفاوضية، مما جعلت العاهل المغربي يعيد التأكيد على اليد الممدودة للجزائر للتوصل إلى حل توافقي يحفظ ماء وجه النظام الجزائري في إطار معادلة سياسية ليس فيها غالب ولا مغلوب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x