ربط موريتانيا بمدريد عبر كابل بحري.. هل أوقف ذلك المشروع المغربي الإسباني؟

في الوقت الذي كانت فيه الأنظار متجهة نحو مشروع الربط البحري المغربي الإسباني، الذي أعلنت عنه شركة Islalink، أعلن موريتانيا توقيع اتفاق مماثل مع شركة EllaLink لإنشاء كابل بحري جديد يربط مدينة نواذيبو مباشرة بالعاصمة الإسبانية مدريد، ما يطرح علامات استفهام حول مصير المشروع المغربي الإسباني الذي كان يُنتظر أن يُشغَّل بحلول 2026.

وأعلنت الحكومة الموريتانية في 29 يوليوز المنصرم، عن توقيع اتفاق مع شركة “EllaLink” لمدّ كابل بحري بطول 500 كيلومتر يربط مدينة نواذيبو مباشرة بالبنية التحتية لشبكة “EllaLink”، التي تمتد إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية. ويعد هذا المشروع خطوة استراتيجية لموريتانيا، التي كانت تعتمد حتى الآن على كابل “ACE” فقط، والذي يصل إلى العاصمة نواكشوط.

ويتوقع أن يبدأ تشغيل الكابل في مطلع 2027، ويوفر سعة تصل إلى 200 جيجابت في الثانية، مما سيخفض من زمن التأخر (latency) ويحسن جودة الاتصال بالإنترنت ويعزز أمن الشبكة وتكرارها.

وقبل أسابيع فقط، أعلنت شركة Islalink عن مشروع كابل بحري يربط جنوب المغرب بجزر الكناري، ويهدف إلى تعزيز موقع المغرب كمحور رقمي إقليمي بين إفريقيا وأوروبا. وقد حُددت مناطق “طرفاية” أو “بوجدور” كنقاط إنزال محتملة في الجنوب المغربي، على أن يدخل المشروع حيز التنفيذ سنة 2026.

لكن توقيت الإعلان الموريتاني، خاصة أنه يتضمن ربطًا مباشرًا بمدريد، يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذا الاتفاق على المشروع المغربي الإسباني. فهل نحن أمام مشروعين متكاملين يخدمان استراتيجية ربط إقليمية أوسع؟ أم أن المشروع الموريتاني يشكل تحولًا في توجهات بعض الفاعلين الدوليين، قد يُفضي إلى تراجع في زخم المشروع المغربي، أو حتى تأجيله؟