2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
البرلمان المغربي يبرز من تركمانستان أهمية المبادرة الأطلسية لفائدة الدول النامية غير الساحلية

في مداخلة خلال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالبلدان النامية غير الساحلية، الذي احتضنته مدينة أوازا بتركمانستان، أبرز نائب رئيس مجلس النواب، محمد غياث، الدور الريادي للمغرب في تعزيز الاندماج الإقليمي والتعاون جنوب جنوب، من خلال المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس في نوفمبر 2023.
وأكد غياث، ممثلاً البرلمان المغربي، أن هذه المبادرة الملكية تسعى إلى تمكين عدد من الدول الإفريقية غير الساحلية، لاسيما الواقعة في منطقة الساحل كمالي، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد، من ولوج استراتيجي إلى المحيط الأطلسي، عبر الاستفادة من البنية التحتية المغربية المتقدمة في مجال الموانئ، وتعزيز الربط اللوجستي والتجاري مع العالم.
وأوضح المتحدث أن المبادرة لا تنحصر في بعدها الجغرافي، بل تُعد مشروعًا اقتصاديًا متكاملاً ذا طابع تحويلي عميق، من خلال إرساء ممرات تجارية جنوب-جنوب، وتطوير البنيات التحتية الطاقية، بالإضافة إلى بناء شراكات فلاحية منتجة، تُمكّن هذه الدول من تحقيق طفرة تنموية حقيقية ومستدامة.
وأشار غياث إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن تصور ذكي وطوعي للاندماج الجهوي، بوصفه شرطًا أساسيًا لانخراط متوازن وعادل في النظام التجاري المتعدد الأطراف، الذي يُفترض فيه ألا يُقصي أحدًا، ولا يترك أي بلد على الهامش.
وفي كلمته، شدد المسؤول البرلماني على أن المبادرة الأطلسية تجسد بوضوح روح التضامن الإفريقي العملي، الذي يجعل منه المغرب مبدأ ثابتًا في سياسته الخارجية، لا سيما في علاقته مع دول الجنوب، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية ليست مجرد شعار دبلوماسي، بل تتجسد في مشاريع ملموسة ذات أثر بنيوي على اقتصادات البلدان الشريكة.
واختتم غياث مداخلته بالدعوة إلى الانتقال من الخطاب إلى الالتزام، ومن الالتزام إلى التغيير الفعلي، مؤكدًا أن العمل البرلماني المسؤول، كما تنتهجه المؤسسة التشريعية المغربية، يُعد مساهمة فعالة في إرساء نظام تجاري عالمي أكثر عدالة وشمولية.
