لماذا وإلى أين ؟

بين الطموح والواقع.. أين وصلت الرياضة المغربية؟

قاربت دراسة حديثة واقع السياسة الرياضية بالمغرب، من خلال تقييم مدى نجاح تنزيل مختلف محاور الاستراتيجية الوطنية 2008-2020.

وأشارت الدراسة إلى أنه، بخصوص النهوض بالرياضة القاعدية، “نصّت الاستراتيجية على زيادة عدد الممارسين للرياضة بشكل منتظم بثلاثة أضعاف، بالانتقال من 4 ملايين ممارس (13% من الساكنة في سنة 2008) إلى 12 مليون ممارس (34% من الساكنة في 2020)، إلا أنه، رغم قلة التقارير المحينة، تؤكد التقارير الرسمية أنه إلى حدود 2019 لم يتم تجاوز حاجز 5.6 مليون، أي أقل من النصف (46.66%).

وعلى مستوى تطوير رياضة المستوى العالي، سجلت الدراسة عدم الوصول إلى أهداف الاستراتيجية الوطنية، والمتمثلة في مضاعفة عدد الرياضيين المجازين أربع مرات مقارنة مع العدد المسجل سنة 2008 (263,000 رياضي مجاز) لبلوغ 1,053,400 رياضي مجاز في أفق 2020، حيث استقر هذا العدد في 390,000 رياضي عند متم سنة 2019، وهو ما يناهز ثلث العدد المستهدف.

أما بخصوص البنية التحتية الرياضية، فقد استطاع المغرب، وفق الدراسة، تحقيق قفزة نوعية في عدد التجهيزات الرياضية، إذ أصبح يتوفر سنة 2020 على 1083 وحدة رياضية، من بينها 327 وحدة مخصصة للرياضة التنافسية ورياضة المستوى العالي، بعدما كان يمتلك فقط 85 وحدة سنة 2009.

وخلصت الدراسة، الحاملة لعنوان “السياسة الرياضية في المغرب إلى أين؟”، إلى أن الرياضة تُعتبر مسألة ثانوية في اهتمامات الحكومة، ويتضح ذلك من خلال تأرجح تبعيتها بين عدة وزارات قبل أن تستقر تحت وصاية وزارة التعليم. كما لوحظ عدم الاستقرار في التدبير، إلى جانب عدم تنزيل الاستراتيجية الوطنية للرياضة في شكل سياسة عمومية، أو ربطها بالمجالات الأخرى. وأضافت أن السياسة الرياضية تميل إلى التركيز على “السمعة” على حساب الاستثمار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واعتبرت الوثيقة، الصادرة عن المركز المغربي للأبحاث وتحليل السياسات، أن الرياضة المغربية، من خلال ألعاب القوى وكرة القدم تحديداً، استطاعت أن تسجل حضوراً حضارياً وثقافياً لافتاً، من خلال تقديم صورة راقية عن الحضارة المغربية بأبعادها الدينية والثقافية والوطنية والهوياتية في الخارج. ويظل الحضور المتميز للمنتخب المغربي في مونديال قطر سنة 2022 صفحة مشرقة في سجل كرة القدم المغربية، حيث نجح لاعبو المنتخب، رفقة الجمهور، في تسويق جملة من القيم الدينية والثقافية والوطنية للمغاربة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Usa
المعلق(ة)
7 أغسطس 2025 18:02

بين الواقع والطموح، اين وصلت الصحة والتعليم والشغل بالمغرب؟.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x