2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“سباحو التيكتوك”.. كيف تغذي شبكات التواصل الهجرة السرية نحو سبتة المحتلة؟

تحولت مجموعات وصفحات على “فيسبوك” و”تيكتوك” ومواقع وتطبيقات للتواصل إلى منتديات نشطة يتبادل فيها شباب وأطفال المعلومات حول الهجرة السرية نحو سبتة المحتلة. هناك تُطرح الأسئلة عن حالة الطقس وأوقات الضباب، وتُنسق مواعيد العبور الجماعي لتشتيت انتباه الحرس المدني الإسباني والدرك البحري المغربي، في شبكة مفتوحة على مدار الساعة.
لا يقتصر الأمر على تحديد التوقيت، بل يمتد إلى مشاركة مقاطع تعليمية عن السباحة والمسارات المثلى للوصول إلى مراكز الإيواء المؤقتة، مثل “CETI”. كما تنتشر تسجيلات من وسط البحر باستخدام العوامات، وأخرى على متن قوارب أو أثناء تسلق الأسوار الحدودية، ما يجعل تجربة العبور متاحة بالصوت والصورة.
كما تتداول هذه المجموعات أسعار إيجار المنازل في الفنيدق، وتكلفة العبور على متن الدراجات المائية أو الزوارق، وأماكن بيع المعدات مثل بذلات الغطس والزعانف والخطاطيف، لتتحول المنصات الرقمية إلى سوق مفتوح للتخطيط والتجهيز.
تأثير رقمي يتحدى القبضة الأمنية
تحتفظ الذاكرة الأمنية بأحداث سبتمبر 2024، حين اندفعت أعداد كبيرة نحو سبتة المحتلة في محاولة منسقة بعد إعلان الموعد مسبقاً على المنصات، ما أدى إلى تعزيز غير مسبوق للإجراءات على مختلف النقاط الحدودية واعتقال عدد من المحرضين.
ومع ذلك، لم تتوقف الظاهرة، إذ فككت مصالح الدرك الملكي مؤخراً شبكة كانت تحشد عبر “واتساب” لعبور جماعي، وضبطت متورطين بينهم قاصر. هذه الشبكات تواصل عملها رغم الملاحقات، معتمدة على إخفاء هوياتها واستغلال المنصات واسعة الانتشار.
ورغم الحملات الأمنية، تشهد أشهر الصيف، وخاصة خلال موجات الضباب التي تعرفها المنطقة، ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السباحين، حيث تحوّل “التسلل الفردي” إلى موجات أكبر، مدفوعة بتأثير التسجيلات المنتشرة لشباب يقفزون من كورنيش الفنيدق نحو البحر. فيما على الأرض، تدرك السلطات أن هذه ليست مجرد حالات معزولة، بل موجات تبدأ في العالم الافتراضي قبل أن تتحول إلى واقع على مياه المتوسط.