لماذا وإلى أين ؟

محمد سالم: تقرير الأمم المتحدة حول الصحراء انحياز واضح لصالح خصوم المملكة

اعتبر المحلل السياسي المتخصص في قضية الصحراء ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، أن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية كشف عن “انحياز واضح لصالح خصوم المملكة”، سواء في توصيف الوضع الميداني أو في مقاربة الجانب الحقوقي.

أوضح عبد الفتاح، في تصريح لجريدة آشكاين الإخبارية، أن أنطونيو غوتيريش سعى إلى خلق نوع من التوازن المصطنع عبر مساواة المغرب بخصومه، متجاهلاً أن جبهة البوليساريو هي من أعلنت بشكل صريح تخليها عن وقف إطلاق النار وشرعت في أعمال عدائية تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأضاف أن التقرير الأممي لم يُحمل الجبهة مسؤولية التصعيد، رغم أنها تجاوزت حتى الهيئة الأممية ورفضت قرارات مجلس الأمن، مكتفياً بترديد مفردات عامة من قبيل “التوتر” و“الانتهاكات”، في حين عرض التدابير الدفاعية المشروعة التي يتخذها المغرب وكأنها بدورها مصدر قلق.

أشار ذات المحلل السياسي إلى أن غوتيريش، رغم إقراره بفشل التصعيد العسكري للانفصاليين وعدم تحقيقه أي استهداف للمنشآت الحيوية بالأقاليم الجنوبية، إلا أنه تجاهل الفوضى الأمنية المتفاقمة في مخيمات تندوف، حيث يعيش السكان أوضاعاً إنسانية صعبة في غياب الرقابة الدولية وآليات المساءلة القانونية.

وفي الشق الحقوقي، شدد عبد الفتاح على أن الانحياز بدا أكثر وضوحاً، إذ ركز التقرير على مذكرات ورسائل صادرة عن أطراف معروفة بارتباطها بأجندات معادية للمغرب، متجاهلاً الجهود الوطنية في ترسيخ البعد الحقوقي والانفتاح المؤسساتي، كما أغفل الانتهاكات التي يعاني منها سكان المخيمات.

وقال عبد الفتاح إن هذا التناول “يجعل الصورة مبتورة ويعطي وزناً مبالغاً فيه لرواية أحادية الجانب، في الوقت الذي يعرف فيه العالم حجم الإصلاحات الحقوقية والدستورية التي أطلقها المغرب منذ دستور 2011”.

ورغم هذا الميل الواضح، يضيف المتحدث، فإن التقرير لم يجد بداً من الإشارة إلى أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تظل الإطار الجاد والواقعي الذي يحظى بتقدير واسع داخل المجتمع الدولي كحل سياسي للنزاع.

كما أقر التقرير بما راكمته المملكة من مكتسبات دبلوماسية بارزة، في مقدمتها اتساع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، والدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، في مقابل تراجع الخطاب الانفصالي.

وخلص عبد الفتاح إلى أن الدينامية التي خلقتها المواقف الدولية المتتالية تعزز موقع المغرب باعتباره طرفاً مسؤولاً يقدم الحلول الواقعية، مقابل جمود خصومه واعتمادهم على خطاب دعائي لم يعد يقنع المجتمع الدولي.

يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدم تقريرا شاملا إلى الجمعية العامة، تناول مختلف جوانب ملف الصحراء المغربية، من العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، إلى التطورات الميدانية على الأرض، مروراً بعمل بعثة “المينورسو” والأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان في مخيمات تندوف.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
أحمد
المعلق(ة)
26 أغسطس 2025 07:48

الأمم المتحدة تريد ابقاء مشكل الصحراء
لأن البعض ينتعش منه الا فلماذا لم تتخلص اللجنة الرابعة منه وتنهي أحلام التوسعيين الذين يريدون تقسبم اىمغرب

مواطن
المعلق(ة)
25 أغسطس 2025 19:57

إذا كان كوطيرش يريد إطالة أمد هذا الملف ل 50 سنة أخرى لاسباب هو فقط من يعلمها ، فليعلم أن المغرب في صحراءه و الصحراء في مغربها و الأمر قد انتهى بالنسبة إلينا منذ المسيرة الخضراء المظفرة

الصحراء تتكلم مغربي
المعلق(ة)
25 أغسطس 2025 19:32

لحد الان لا زلت لم افهم لمذا تعتبر البوليزاريو طرفا في النزاع وانا متابع لهذا الشأن منذ ثلاثين سنة.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x