2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/أميمة عطية
عرفت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، وبالخصوص تطبيق “تيكتوك”، انتشار ظاهرة مثيرة للجدل في المغرب، وهي ما بات يُعرف بـ”زواج التيكتوك”. زواج لا يتجاوز في الغالب بثا مباشرا أو حفلة مصورة يتم الترويج لها على شكل محتوى، ليتم الإعلان بعد فترة قصيرة عن الانفصال أو الطلاق.
هذه الزيجات السريعة، التي تتصدر “الترند” بين الفينة والأخرى، تُطرح حولها العديد من التساؤلات: هل هي صدفة تعكس بحث الشباب عن الشهرة والمال، أم أنها مجرد سيناريوهات متفق عليها بين بعض المؤثرين لخلق “البوز” ورفع نسب المشاهدة والمتابعة؟
الأمر الذي يثير القلق هو أن هذه “الموضة” لم تعد مقتصرة على العالم الافتراضي فقط، بل صارت تُؤثر بشكل غير مباشر على صورة مؤسسة الزواج داخل المجتمع المغربي، خاصة في ظل ارتفاع نسب الطلاق في السنوات الأخيرة، وتراجع الثقة في العلاقات الإنسانية المبنية على الصدق…
محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، اعتبر أن هذه الظاهرة تمثل مرحلة انتقالية للمجتمع بين الواقع والافتراض، حيث تغيرت الطقوس التقليدية للزواج المغربي، التي كانت تحافظ على الحميمية والأعراف، لتصبح جزءاً من الهوية الافتراضية على منصات مثل “تيكتوك”.
وأضاف بنزاكور في تصريح لـ”اشكاين” أن: “الأزواج أصبحوا يقدمون أنفسهم كعرض مسرحي، ويصير الهدف الأساسي هو عدد اللايكات والمتابعين”.
وأشار المتحدث نفسه, إلى أن مفهوم الزواج الذي كان يرتكز على الحب والاستقرار، تحول اليوم إلى مسرحية وبوز، مما أدى إلى اختلال في مؤسسة الزواج، مبرزا أن التفاهم و التواصل من بين أهم خصائص بناء علاقة زوجية سليمة الشيء الذي لم يعد حاضرا في المفهوم الجديد للأسرة.
وأضاف بنزاكور أن هذه الظاهرة تتسم بالسرعة في البناء والهدم، وهو ما يفسر كثرة حالات الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج.
وختم أستاذ علم النفس الاجتماعي حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في مؤسسة الزواج بالمغرب، مشدداً على أن الأصل في الزواج هو العشرة والاستقرار على مر السنوات، وليس الطلاق أو حب الظهور وربط المجتمع الواقعي بالحياة الافتراضية.