2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أثارت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، توثق لعمليات ترحيل ليلي لمهاجرين أفارقة من مدن كبرى نحو مدن داخلية، موجة واسعة من الجدل. وانتشرت تعليقات متسائلة حول جدوى هذه الخطوة: هل هي حل لتنظيم الهجرة وتخفيف الضغط عن المدن الكبرى، أم أنها مجرد نقل للأزمة إلى مناطق تعاني أصلاً من هشاشة اجتماعية واقتصادية؟
في هذا السياق، قال صلاح الدين لمعيزي، الكاتب العام للشبكة المغربية لصحفيي الهجرات، إن ترحيل المهاجرين نحو مدن داخلية مثل تيزنيت، فقيه بن صالح، خريبكة، بني ملال، زاكورة، ورزازات، قلعة السراغنة وآسفي، يعكس رضوخ المغرب لضغوط الاتحاد الأوروبي، الرامية إلى إبعاد المهاجرين عن الحدود مع سبتة ومليلية، وكذلك عن مدن الشمال والعاصمة الرباط.
وأضاف لمعيزي أن هذه السياسة تفتقر إلى مقاربة حقوقية، مشيراً إلى أن أغلب المرحّلين من ذوي البشرة السوداء، وأن ما تبقى من سياسة الهجرة الوطنية أصبح يركز على تشتيت المهاجرين بدل إدماجهم.
وأوضح المتحدث أن الترحيل يتم في ساعات متأخرة من الليل عبر حافلات، بعد توقيف المهاجرين داخل الأحياء الشعبية، معتبراً أن هذا يشكل خرقاً للقانون المغربي ولحقوق الإنسان، مضيفاً أن “أي عملية ترحيل يجب أن تراعي الكرامة الإنسانية وتتم وفق المساطر القانونية والإدارية”.
وحذّر لمعيزي من أن إرسال المهاجرين إلى مدن هشة اجتماعياً واقتصادياً مثل زاكورة وقلعة السراغنة وآسفي، قد يؤدي إلى أزمات جديدة في التعايش المحلي، خصوصاً في غياب برامج مواكبة وإدماج فعّالة.