2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
مشيخة الزاوية البوتشيشية بين “صاحب الوصية” و”صاحب الهبة الملكية”: صراع تتسع رقعته

آشكاين/ مداغ
في سابقة غير معهودة داخل الزاوية البوتشيشية، إحدى أبرز الزوايا الصوفية في المغرب والعالم الإسلامي، عادت شرعية مشيخة الزاوية لتطفو على السطح، بعد أيام فقط من تسليم الهبة الملكية للشقيق الأصغر معاذ البوتشيشي، في حفل رسمي حضره مبعوثي القصر، عامل إقليم بركان وممثلين عن السلطات المحلية، في خطوة فسرت على نطاق واسع بأنها إعلان رسمي عن خليفة الشيخ الراحل سيدي جمال الدين البوتشيشي.

لكن ما لم يكن في الحسبان هو الرد السريع والمباشر الذي قاده منير البوتشيشي، الشقيق الأكبر وصاحب “الوصية”، الذي لم يتأخر في بعث رسالة قوية إلى الجميع، عبر تنظيمه ليلة دينية كبرى في مقر الزاوية بمداغ حضرها المئات من المريدين وعدد من أفراد العائلة، في تحد واضح لرمزية الهبة الملكية ولما قيل عن تنازله.

الهبة الملكية: دعم مؤسساتي لمشيخة معاذ
بالنسبة لأنصار معاذ البوتشيشي، فإن تسلمه للهبة الملكية بحضور رسمي، يعد تتويجا لمسار توافقي داخل العائلة، ورسالة سياسية وروحية مفادها أن الدولة اختارت من تراه الأنسب لقيادة الزاوية في المرحلة المقبلة.
فالهبة لا تمنح اعتباطا، بل تمثل شكلا من الشرعية الرمزية والمؤسساتية، تعكس ثقة الدولة في الشخصية القادرة على مواصلة النهج الصوفي الوسطي، وتعزيز التعاون بين الزوايا والدولة في مواجهة التطرف ومظاهر التدين الشكلي.
وحسب مقربين من معاذ، فإن هذا الأخير يتمتع بصفات القيادة الهادئة والانفتاح على المحيط المؤسسي، دون الدخول في صراعات داخلية، مما جعله خيارا طبيعيا لاستمرار الخط البوتشيشي في تناغم مع السياق الوطني العام.
رد منير: إنذار بصراع ممتد
غير أن الاحتفال بأربعينية المرحوم سيدي جمال الذي نظمه منير البوتشيشي بعد يوم واحد فقط من تسليم الهبة لمعاذ، كان بمثابة رسالة صريحة لا لبس فيها: منير لم يتنازل، ولن يتنازل، ويرى نفسه صاحب المشيخة الشرعي.
فبدل أن ينظر إلى الهبة كخاتمة لمسألة الخلافة، جاءت ليلة منير لتفتح الباب من جديد على جدل واسع وصراع مشروعيات، تراوح بين “الوصية الروحية” التي يعتقد أن منير تلقاها من والده الراحل، و”الهبة الملكية” التي نظر إليها كإعلان رسمي عن الخليفة الجديد.
المشيخة المزدوجة: خطر على وحدة الزاوية وسمعتها
من خلال هذا التصعيد، يفهم أن منير لن ينسحب من المشهد بسهولة، بل يسعى بكل وضوح إلى فرض نفسه كشيخ مواز أو شرعي، مما ينذر بوضع غير مسبوق داخل الزاوية: ازدواجية في المشيخة، وتضارب في المرجعيات، وتفكك في القواعد.
المقارنة بين احتفال معاذ بليلة المولد النبوي الذي عرف حضورا محدودا، واحتفال منير بليلته البارحة الذي شهد مشاركة واسعة، يظهر أن الخلاف لا يقتصر على المستويات العليا من العائلة، بل يتسرب إلى صفوف المريدين أنفسهم، ما يعمق الأزمة ويجعل احتوائها أكثر صعوبة.
في ظل هذا الوضع، تغيب البيانات الرسمية عن الزاوية، ولا موقف موحد من العائلة أو المشيخة يفسر طبيعة العلاقة بين الشقيقين أو يعيد ضبط البوصلة، ما يجعل التأويلات تتكاثر، ويمنح وسائل الإعلام والمتتبعين مادة خصبة لتغذية الجدل، وربما تشويه صورة الزاوية ومكانتها التاريخية.
هل يمكن تجاوز الأزمة؟
بين أنصار الهبة وأنصار الوصية، يتخذ الخلاف بعدا رمزيا ومعنويا خطيرا. ومهما كانت النوايا، فإن استمرار هذا النزاع يضعف صورة الزاوية التي لعبت لعقود دورا محوريا في إشاعة التصوف المعتدل، والسلم الروحي، والدعم المؤسساتي للدولة.
ولعل أكثر ما يخشى منه الآن هو أن يتطور الخلاف إلى تشظ حقيقي داخل العائلة، وربما إلى ميلاد “زاويتين” داخل مداغ: واحدة يقودها منير بـ”شرعية الوصية”، وأخرى يقودها معاذ بـ”شرعية الهبة”.
الحكمة أو الانقسام
الخلاف حول مشيخة الزاوية البوتشيشية لم يعد شأنا داخليا عائليا، بل أصبح قضية رأي عام ديني وروحي، بالنظر إلى رمزية الزاوية محليا ودوليا. وعلى ضوء ذلك، فإن استمرار الصراع بين منير ومعاذ لن يضعف فقط وحدة الزاوية، بل قد يقوض مشروعيتها ومكانتها التاريخية.
إنها لحظة فارقة في تاريخ الزاوية، يتطلب تجاوزها قيادة حكيمة، ورؤية ناضجة، واستحضارا للمصلحة العليا للطريقة والمريدين، قبل أن يتحول الخلاف إلى جرح مفتوح أو زوال إرث روحي دام عقود.
انا مواطن مغربي لا ارى اي دور لهذه الزوايا في زمن الذكاء الاصطناعي و التطور و وسائط التواصل الاجتماعي…لا يمكن ان ننسب للزوايا دور الحد من التفكير التكفيري و لربما مظاهر النشاز و الصراعات الداخلية قد تزيد من فقدان بريق هذه الاخيرة!!
نحن تربينا على دين واحد و رسول الله اخر الأنبياء و لم يوصي لاحد بعده…كما ان عل العلماء السهر على تبسيط احكامه البينة و اعطاء الفقهاء حرية النصح و اخذ المبادرة فنحن لسنا من مريدي الزوايا و لن نكون!!
كيف يعقل ان نكون في هذا الزمان ولا نزال نؤمن ونشجع الزوايا؟اولا لانها لا تمت الى الاسلام بصلة،وثانيا لان الأموال التي تصرف عليها، فقراء هذا البلد في امس الحاجة إليها.وثالثا المشرفون ورؤساء هذه الزوايا يعيشون حياة البدخ بالاموال التي يجمعونها فلا حول ولا قوة الا بالله.
حين تصبح الزوايا صكا تجاريا يورث، ووسيلة لاقتسام التروة والنفود بين أبناء المشايخ.
نحن في القرن 21 واستغرب لوجود ما يسمى بالزوايا والتي يبلغ عددها 1650والاضرحة 7090
حسب احصائيات الجهة الوصية لسنة 2023
اذن ما الفائدة من وجود هذا العدد المهول
والتي لن تقدم اية اضافة تذكر للمجتمع
هناك اله واحد ونبي واحد ومذهب مالكي واحد
وليس هناك مريد او ما شابه ذلك.
اذن اين نحن ذاهبون …..