حقوقية: الطلاق الصامت.. حين يتحول الزواج إلى دم أخوة تحت سقف واحد..

أميمة عطية
في المغرب، لم تعد مشكلة الطلاق مقتصرة على الانفصال المعلن، بل برزت ظاهرة أكثر خفاء تعرف بـ”الطلاق الصامت”، حيث يعيش الزوجان تحت سقف واحد لكن بلا تواصل أو مودة، حفاظا على المظاهر الاجتماعية أو من أجل الأبناء، هذه العلاقات الظاهرية تؤثر على الزوجين والأطفال نفسيا وعاطفيا، وتثير تساؤلات حول دور الأسرة والمجتمع في حماية الأبرياء.

في تصريح لجريدة اشكاين، أكدت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، أن “هناك علاقات أسرية تعيش الطلاق الصامت بدون انفصال أو طلاق قانوني، حيث يبرر الطرفان استمرار الزواج بحماية حقوق الأطفال أو خوفاً من نظرة المجتمع. لكن في العمق، العلاقة يغيب عنها جوهر الإنسانية من مودة ورحمة، وتتحول إلى مجرد تعايش بارد يخلو من المعاشرة الجنسية، إذ يعيش كل طرف في غرفة منفصلة.”

وأضافت المتحدثة قائلة إن المجتمع المغربي يتقبل هذه الوضعية وكأنها حل مرضي يخفف من الأعباء المالية والقانونية للطلاق، غير أن ذلك يترك آثاراً نفسية عميقة، حيث لا يعيش الأزواج حياتهم الطبيعي، . والأخطر أن الطلاق الصامت يجعل أحد الطرفين، خصوصاً المرأة غير العاملة، يتحمل وحده مسؤولية الأسرة.”

وشددت عبدو على أن “الجمعية واكبت العديد من الحالات لنساء يعشن تجربة الطلاق الصامت، ويطالبن بالنفقة والحقوق الأساسية لأطفالهن، خاصة مع متطلبات الدخول المدرسي. فغياب تحمل الأب لمسؤولياته يعمق الأزمة ويجعل الأسرة في وضع هشاشة مضاعفة.”

هذه الشهادات تكشف أن “الطلاق الصامت” ليس مجرد خيار هادئ لتفادي الانفصال، بل هو واقع مرير ينعكس على النساء والأطفال بشكل مباشر، ويطرح سؤالاً عميقاً حول ضرورة تعزيز الحوار داخل الأسرة، وتوفير آليات دعم قانونية واجتماعية ونفسية، للحد من هذه الظاهرة الصامتة.