2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الطيار: إقرار سادس حكومة جزائرية في ظرف 6 سنوات دليل على أزمة سياسية خانقة

أعلنت الرئاسة الجزائرية، يوم أمس الأحد، عن سادس حكومة في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، وذلك بتغيير قطاعات وزارية عدة.
وعرفت الحكومة الجديدة بقاء أحمد عطاف وزير دولة للشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج والشؤون الأفريقية، والسعيد شنقريحة وزيرا منتدبا لدى وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.
ويطرح عدم تجاوز أي حكومة جزائرية سقف السنتين، تساؤلات عدة حول الواقع السياسي الداخلي للجارة الشرقية، وحول ما إذا كان عدم الاستقرار الحكومي دليل واضح على عدم استقرار سياسي بنيوي وأزمة داخل المنظومة الحاكمة.
محمد الطيار، الباحث الأكاديمي ورئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، اعتبر أن “تعدد الحكومات بصفة عامة يدل في على عدم الاستقرار كما هو الحال في الجزائر، حيث أن تشكيل ست حكومات في أقل من ست سنوات يعكس صعوبة السلطة في إيجاد صيغة تنفيذية مستقرة، ويكشف عن أزمة في الأداء السياسي والإداري، حيث يتم اللجوء إلى التعديلات المتكررة كحلول ظرفية بدل إصلاحات عميقة”.
أضاف الطيار في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أن “بقاء وزراء الخارجية والعدل والمالية في مناصبهم يبين أن النظام يفضل الحفاظ على الاستمرارية في الملفات الحساسة، ما يعكس حذرا من أي تغيير جذري قد يربك التوازنات الداخلية أو الخارجية”، مؤكدا على أن “الأزمة الاقتصادية، البطالة، وتراجع القدرة الشرائية كلها عوامل ضاغطة على السلطة، وقد يكون تغيير الحكومات مجرد محاولة لامتصاص الغضب الشعبي من دون معالجة جوهرية للأسباب البنيوية”.
وأشار رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية، إلى أن “المعارضة والمجتمع المدني يعتبران أن السلطة تفتقر إلى قاعدة سياسية واسعة، وأن التغييرات الحكومية لا تعني إشراكا حقيقيا للقوى الحية، فهي مجرد إعادة عملية تدوير للنخب الرسمية تحت إشراف المؤسسة الرئاسية والأمنية”.
وختم الخبير الأكاديمي القول بأنه “يمكن اعتبار تشكيل الحكومة السادسة مظهرا واضحا للأزمة السياسية الداخلية، لكنه في الوقت نفسه يعكس استراتيجية النظام في إدارة الأزمات عبر التوازنات الجزئية وتثبيت السيطرة، أكثر مما يعكس رغبة في التحول الديمقراطي أو الإصلاح العميق”.