2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
عفراء: “الكونشينغ” حلّ النساء لريادة الأعمال بالمغرب (حوار)

آشكاين/أميمة عطية
أصبحت ظاهرة “الكونشينغ” أو التدريب الشخصي والمهني حديث الساعة في المغرب، خاصة بين النساء اللواتي يطمحن إلى دخول مجال ريادة الأعمال. هذه الظاهرة تثير نقاشًا واسعًا بين من يعتبرها وسيلة حقيقية للتمكين وبناء مشاريع ناجحة، ومن يراها مجرد موضة مرتبطة بالإشهار وصناعة “البوز” على شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي حوار خاص بجريدة “آشكاين” أجابت الخبيرة في مجال ريادة الأعمال، عفراء الإدريسي، عن مختلف الأسئلة حول واقع التدريب النسائي أو “الكونشينغ” بين التمكين الفعّال للنساء وبين هوس موضة الإعلام والشهرة.

بداية كوتش عفراء: كيف دخلتِ مجال “الكونشينغ”، وما الذي دفعكِ للتركيز على ريادة الأعمال النسائية بالخصوص؟
بدأت من تجربتي الشخصية، إذ كنت أبحث عن تطوير ذاتي وتنمية مشروعي، سرعان ما اكتشفت أن أغلب البرامج المتاحة عامة ولا تراعي الخصوصيات الثقافية والنفسية للمرأة المغربية. من هنا جاءتني الرغبة في خلق فضاء آمن يمكن للنساء فيه التحرر من عوائقهن وبناء مشاريع قوية ومستقلة.
برأيكِ، ما الفرق بين التحفيز الإعلامي والتمكين الفعلي للنساء من خلال برامج التدريب؟
التحفيز الإعلامي يعطي دفعة وقتية، على شكل عبارة “أنتِ قادرة”، لكنه يبقى مؤقتًا، أما التمكين الحقيقي فيعني توفير أدوات عملية واستراتيجيات واضحة ومواكبة فعلية تحول هذه الدفعة إلى نتائج ملموسة، التغيير يقاس بالفعل واكتساب مهارات جديدة، وليس بالشعارات فقط.
هناك من ينتقد ظاهرة “الكونشينغ” ويعتبرها مجرد “بوز” إعلامي.. كيف تردين على هذا الرأي؟
أتفهم هذه الانتقادات لأن المجال مفتوح وكل شخص يمكن أن يطلق على نفسه لقب “مدرّب”. الفرق يظهر في النتائج: عميلاتي يحققن تقدمًا حقيقيًا ومستدامًا، أراهن على الأخلاقيات، الشفافية، وبرامج ذات قيمة عالية، أعتبر نفسي “منتورة” أكثر من مجرد “مدرّبة”، لأن عملي يركز على التجربة العملية لا على الخطاب فقط.
بصفتكِ مدرّبة، كيف يمكن قياس التأثير الحقيقي لـ”الكونشينغ” على مشاريع النساء في المغرب؟
هناك عدة مؤشرات: أولًا، نقارن رقم المعاملات والربحية قبل وبعد فترة التدريب. ثانيًا، نقيّم تطور المهارات مثل الثقة بالنفس، القدرة على التفاوض وتسويق الذات. وأخيرًا، نتابع استمرارية المشروع بعد ستة أشهر أو سنة، لأن الاستدامة هي المعيار الحقيقي للنجاح.

ما مستقبل ريادة الأعمال النسائية في المغرب، وما الدور الذي يمكن أن يلعبه “الكونشينغ” فيها؟
المنظومة المغربية تشهد توسعًا كبيرًا مع دعم مؤسساتي متزايد للنساء المقاولات، أرى أن المنتورينغ سيعزز نضجهن المهني، وينمّي ذكاءهن المالي وقدرتهن على القيادة. المستقبل سيكون للنساء القادرات على الجمع بين عالم الأعمال، التكنولوجيا، والذكاء العاطفي.
ختامًا، ما النصيحة الذهبية التي تقدمينها لأي شابة مغربية ترغب في بدء مشروعها اليوم؟
ابدئي صغيرة لكن احلمي كبيرًا: حددي رؤيتك ورسالتك منذ البداية، تعلمي بجدية قواعد الذكاء المالي، فهي أهم من أي دورة في التسويق، أحيطي نفسكِ بشبكة دعم قوية و”منتورات” يمتلكن خبرة عملية، والأهم من ذلك، حافظي على طاقتكِ وتوازنكِ الداخلي، فالمشروع الناجح يحتاج مؤسسة متوازنة وهادئة.