لماذا وإلى أين ؟

هل يتناقض خطاب ملك إسبانيا في الأمم المتحدة حول الصحراء مع موقف حكومة بلاده؟ (البجوقي يُجيب)

لم يغفل العاهل الإسباني، فيليب السادس، وهو يعتلي، أمس الأربعاء 24 شتنبر الجاري، منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، الحديث عن قضية الصحراء وعلاقة بلاده بالمغرب.

وخصص الملك الإسباني، في خطاب دام حوالي 20 دقيقة أمام الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عبارات مقتضبة للحديث عن نزاع الصحراء، ثم عرج بعد ذلك ليتحدث عن العلاقات بين مدريد والرباط.

وفي هذا السابق، عبر فيليب السادس، عن دعم إسبانيا لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، بهدف إيجاد “حل مقبول وفقا لقواعد الأمم المتحدة وإطارها” لنزاع الصحراء.

كما استحضر الملك الإسباني، ما أسماه في معرض حديثه “العلاقة الخاصة بالجوار والتعاون التي تربطنا بالمملكة المغربية، والتي منحناها في السنوات الأخيرة دفعة جديدة لصالح شعبينا”.

وبمجرد انتهاء خطاب فيليب السادس، توالت الردود، خصوصا وسط وسائل التواصل الاجتماعي، حول ما إذا كان الجزء الذي خصصه لقضية الصحراء، يعكس موقف الحكومة الإسبانية، التي وصف رئيسها بيدرو سانشيز، في رسالة إلى الملك محمد السادس سنة 2022، مبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كحل للنزاع، بأنها ”الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية”.

هل يتماشى الجزء من خطاب العاهل الإسباني حول الصحراء داخل الهيئة الأممية مع توجه حكومة سانشيز التي غيرت موقفها بشكل جذري من الملف؟ أم أنه يقع على النقيض خصوصا وأن فيليب السادس، كما يرصد متتبعون، لم يشر إلى مبادرة الحكم الذاتي؟

البجوقي
البجوقي

جوابا على هذه التساؤلات، يرى عبد الحميد البجوقي، الكاتب والإعلامي المغربي المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية، بأن المغرب ينتظر دائما على الأقل تكرار نفس الجمل كأضعف الإيمان، إلا أن رئيس الدولة الإسبانية الذي هو الملك، له لغته التي يقول فيها كل شيء ولا يقول أي شيء.

وأوضح البجوقي، متحدثا لجريدة ”آشكاين”، أن مجموعة من التعقيبات والتعليقات تلت الخطاب، تذهب إلى أن موقف الملك فيليب السادس ”أقل صراحة مما عبرت عنه حكومة بيدرو سانشيز”، وقال البجوقي: ”أنا لا أرى ذلك”، موضحا أن دعم دي ميستورا، كما قال العاهل الإسباني، يعد ”كلاما دبلوماسيا، وحتى المغرب يدعم جهود دي ميستورا”.

اما بخصوص عبارة ”حل أممي” التي وردت على لسان ملك إسبانيا، أوضح الخبير ذاته في العلاقات الإسبانية، أن مبادرة الحكم الذاتي التي يقدمها المغرب، تم طرحها أمام اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة وليس في مدريد أو باريس!

فيما يتعلق بقول الملك ”حل يرضي الأطراف ومتفق عليه”، شدد البجوقي على أن التفاوض قائم أيضا على مبادرة الحكم الذاتي.

وتساءل المتحدث: ”هل نطلب من الملك الإسباني لغة أكثر وضوحا”، قبل أن يُجيب ” لا أعتقد أن ذلك مقبولا حتى على المستوى الداخلي، لأن فيليب السادس في نهاية المطاف يمثل الحكومة ويمثل الحزب الشعبي واليمين وجميع الأطياف السياسية في إسبانيا”.

وأوضح البجوقي أن النخب المغربية تترقب ”المزيد” من إسبانيا، لكن يظهر أن خطاب الملك الإسباني كان ”متقدما” مقارنة بحديثه عن ” حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير” ودعوته ”الإستفتاء”، سنة 2016.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x