2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

اتهمت جمعيات المجتمع المدني بمدينة تيسة الواقعة بإقليم تاونات دعوات الاحتجاج المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي بـ “الراديكالية” و”البهتان البغيض” مشيرة إلى أن هاته الدعوات الكاذبة لم تعد تنطلي على ساكنة المدينة.
الجمعيات قالت في بلاغ لها حصل موقع آشكاين على نسخة منه، أنها تعلن ما أسمته “رفضها القاطع لدعوات الاحتجاج التي تقودها بعض الأطراف عبر دعوات فايسبوكية، معتبرة أن هذه الدعوات تروج المغالطات وتزيف الحقائق بغرض إيهام الرأي العام بوجود أزمة واحتقان سياسيين بدوافع ضيقة”.
البيان اتهم دعوات الاحتجاجات بـ “الممارسات المتجددة مع كل انتخابات والدعاوى الكاذبة” داعيا إلى العمل المؤسساتي ورفع المطالب إلى السلطات الإقليمية والمحلية وإلى المجلس الجماعي عوض الاحتجاجات التي تقف وراءها سياسات ضيقة.
الجمعيات زادت بالقول إن “محاولات تحريف الحقائق واستقدام أشخاص بخلفيات سياسية إلى الشارع العام لا تخدم مصالح الساكنة، ولا تعكس الدينامية التنموية التي تشهدها المدينة”، مضيفة أنها تثمن ما أسمته “المجهودات المبذولة من طرف المجلس الجماعي للمدينة، والأوراش التنموية المتعددة”.
يأتي هذا البلاغ في وقت يشهد فيه إقليم تاونات احتجاجات في عدة مناطق، وكذا تزامنا مع دعوات الخروج للاحتجاجات بسبب تردي الأوضاع بالمنطقة واستمرار غياب الماء الصالح للشرب وغيرها من الإشكالات.
في هذا السياق، قال حميد الحواصلي، عضو المكتب المحلي لفدرالية اليسار الديمقراطي بتيسة وعضو لجنة “نداء الكرامة” بتاونات، إن “الاحتجاجات التي تشهدها المنطقة لا يمكن عزلها عن سياقها الاجتماعي، فالساكنة لم تجد بداً من النزول إلى الشارع بعد سنوات من التهميش وتراكم الأزمات، وهو ما يتكرر اليوم بمدينة تيسة كرد فعل طبيعي على انسداد الأفق وتردي الأوضاع الصحية والتنموية”.
وأوضح الفاعل الحقوقي أن “الساكنة تعاني منذ 4 سنوات من أزمة عطش خانقة، بسبب ندرة المياه وغياب حلول جذرية، فضلاً عن معاناة مستمرة مع غياب مستشفى محلي وتدهور الخدمات الصحية، إلى جانب مشاكل بيئية وتنموية متراكمة زادت من الاحتقان الاجتماعي”، مؤكداً أن “الاحتجاجات ستستمر كصرخة ضد كل أشكال الإقصاء والتهميش الممنهج”.
ولم يخفِ المتحدث انتقاده للجمعيات الموقعة على البلاغ، معتبراً أنها “نصبت نفسها بديلاً عن السلطات المحلية ووزارة الداخلية، رغم كونها جمعيات وظيفية لا حضور لها على الأرض وتستفيد فقط من الدعم العمومي مشدداً على أن هذه الجمعيات تشتغل تحت لواء حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يتعامل مع مدينة تيسة كأنها فضاء خاص به”.
ورداً على البلاغ يقول الحواصلي: “الجمعيات التي تتهمنا بممارسة السياسة وبالراديكالية، هي نفسها منخرطة في العمل السياسي وتستفيد من الوضع القائم، بل إن دورها الوحيد هو تلميع صورة حزب الأحرار داخل تيسة وفي إقليم تاونات الذي يدير مجلسه الإقليمي الحزب ذاته”، متسائلاً: “أين كانت هذه الجمعيات قبل أربع سنوات حينما كانت الساكنة تعاني من العطش؟”.
وختم القيادي المحلي في فدرالية اليسار الديمقراطي تصريحه بالقول إن “هاته الجمعيات تُستغل للتغطية على فشل الحزب في تدبير الملفات الحيوية، غير أن دعوات الاحتجاج الشعبية تشكّل تهديداً مباشراً لهذا الحزب ولهاته الجمعيات التي تشتغل لصالحه، وهو ما يفسّر حملاتها ضد الحركات الاحتجاجية بدل الانخراط في البحث عن حلول واقعية لمعاناة الساكنة”.