2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

رغم الحديث المتكرر لمكونات الأغلبية الحكومية عن تماسك الأحزاب المشكلة لها وتضامنها، إلا أن الأحداث التي يعيشها المغرب حاليًا شكلت اختبارًا حقيقيًا لمدى متانة هذا التحالف، بعد أن حاول الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، ورئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، نجوى كوكوس، خلال مشاركتهما في برنامج على القناة الثانية المغربية، القفز من المركب الحكومي الذي بدا أنه يغرق.
استهل الوزير بركة، وهو أحد أضلاع الثلاثي المشكل للحكومة، مشاركته في البرنامج بالقول: “أنا هنا بصفتي أمينًا عامًا لحزب الاستقلال”، متنصلًا من أي التزام حكومي، ودون استحضار مبدأ التكافل الحكومي، ما يُفهم منه أن بركة رمى بكرة نار احتجاجات جيل Z في مرمى شريكيه في الأغلبية الحكومية، الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار.
لكن رد حزب الأصالة والمعاصرة، لم يتأخر، بعدما أعلنت رئيسة مجلسه الوطني، نجوى كوكوس، في ذات البنامج، التبرؤ من الحكومة، حين قالت: “أنا لن أجيب مكان الحكومة لأنني لست عضوة فيها”، وتابعت: “نحن كأغلبية شيء والحكومة شيء آخر، ويجب الفصل بينهما”.
تنصل حزبي “الميزان” و “الجرار” من مسؤوليتهما الحكومية في ظل ما يشهده الشارع من غليان يعيد طرح سؤال مدى مصداقية التحالفات الحزبية المشكلة للأغلبية الحكومية، ومدى مسؤولية كل حزب داخل الحكومة في السياسات التي تبلورها وتنفذها، خاصة في حالة فشلها؟
موقفا “الميزان” و “الجرار” خلفا ردود فعل متباينة لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر عدد منهم عن استغرابهم من موقف المسؤولين، معتبرين أنها محاولة للهروب من المسؤولية وتقديم عزيز أخنوش وحزبه قربانًا للمحتجين لإبعاد النار عن أحزابهم.
ورأى مدون آخر أن نزار بركة، من خلال محاولته القفز من المركب الحكومي قبل أقل من سنة على موعد الانتخابات القادمة، كان يريد أن يقول: “إن يدنا كانت متواضعة في التأثير على قرارات الحكومة، وإن الملفات الحساسة التي وقعت ضمن دائرة الاحتجاج واضح انتماؤها السياسي”، في إشارة إلى تدبير حزب الأحرار لقطاعي الصحة والتعليم.
أحد نشطاء “جيل زد” شدد ضمن تدوينة على فيسبوك على أن “قيادية التراكتور (كوكوس) حاولت أن تتهرب من المسؤولية، وتناست أن حزبها مكون رئيسي في الحكومة، وأن رئيسها في الحزب هو نفسه وزير الشباب الذي اعتبرت أن هناك خللًا في الإنصات إليه والتواصل معه”.
إن ما نعيشه اليوم هو تفكك داخل التحالف الحكومي، قبل أن يكون مجرد تباين سياسي، فكل حزب يحاول أن ينقذ رصيده الانتخابي على حساب الحليف، في سباق مبكر نحو 2026، والضحية هو المواطن الذي يهمه أن يجد مدرسة ومستشفى وفرصة عمل، وهذه مسؤولية الحكومة مجتمعة، ولهذا وجدت أصلًا.
ما هي إلا مسرحية سخيفة
الشعب يطالب بفتح تحقيق معكم بسبب غلاء الأسعار الذي استمر رغم انتهاء كورونا وتوقف حرب روسيا . هذا الغلاء هو سبب خروج الناس للشارع .
هذا التنابز بالمواقع والانتماءات الحزبية والحكومية يعكس ازمة حقيقية في السياسات التي تدبر بها الاغلبية الحكومية من جهة ويعكس من جهة اخرى مصداقية الخطاب الحزبي ومدى صدقية البرامج التي يعد بها كل حزب في حملته الانتخابية، كما يوضح من جانب آخر كيف تتماهى الاغلبية مع الحكومة في كل المواقف المعلنة داخل البرلمان ولم يسبق ان سمعنا ان حزبا في الاغلبية له وجهة نظر تختلف عن حليفه في قضية من القضية، فكيف تاتي الاحزاب المشكلة للاغلبية اليوم لتدلي بتصريحات تقول انها تصريحات تخص موقفها الحزبي، ونحن لم نرى هذا الموقف الحزبي داخل الاغلبية، والسؤال هو هل اصبحت الاغلبية تشتغل بوجهين، وجه تبديه للمواطن اتناء الحملات الانتخابية قصد الدعاية وحشد الاصوات، ووجه تديره للمواطن اتناء التحالف الحكومي، وهذه كما يعرف المغاربة اقبح صفة من صفات المنافق، إذا عاهد اخلف وإذا وعد تخلف.
الجرار هو وحده الذي يمكنه ان يكون قاءد مسيرة أخرى . أنشأ لذلك