لماذا وإلى أين ؟

أتلاتي: مبادرة بنعمر محاولة يائسة للركوب على موجة الاحتجاجات

تحولت احتجاجات شباب “جيل Z” إلى مجال جديد تتسابق عليه الأصوات السياسية والحقوقية داخل المغرب وخارجه، فبعد البيانات والمبادرات المتتالية التي سعت إلى اتخاذ هذا الحراك الشبابي مطية من أجل أهداف ذاتية، دخل جمال بنعمر، الأممي السابق على الخط، معلنا عن كونه نظم لقاء في 7 أكتوبر الجاري، جمع شخصيات فكرية وحقوقية وسياسية إلى جانب عدد من الشباب المنتمين إلى الجيل المحتج.

وحسب ما نشره بنعمر في تغريدة على حسابه الرسمي “إيكس (تويتر)”، فقد خصص اللقاء الذي نظمه “المركز الدولي لمبادرات الحوار” لمناقشة أسباب ودوافع الاحتجاجات التي شملت مدنا مغربية متعددة، إلى جانب ما أسماه “بلورة رؤى مستقبلية لمعالجة جذور الأزمة”.

وقال بنعمر أن الشباب المشاركين في الاحتجاجات الجارية يرفضون البنيات السياسية القائمة، وأغلبهم لا يقبل بما أسماه “الأنموذج السلطوي السائد”، والذي لا يضمن تحقيق مطالبهم الاجتماعية التي نادوا بها، مثل الحق في الصحة والتعليم. 

وجاء في ملخص النقاط التي خرج بها لقاء بنعمر أن “الأزمة الحالية هي نتيجة مباشرة لغياب الديمقراطية وتفشي الفساد واعتماد المقاربة الأمنية”، مع تحميل السلطة مسؤولية “تجريف الحقل السياسي وقتل هيئات الوساطة”.

فهل يحاول بنعمر من خلال مبادرته أن يُبَنّي نفسه وصيا على هؤلاء الشباب من أجل استثمار الزخم الذي خلقته احتجاجات “جيل z” لطموحاته الشخصية، في وقت تستمر فيه الاحتجاجات في رفض أي احتواء من أي طرف؟

المحلل السياسي ورئيس المركز المغربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية طارق أتلاتي، قال إن مبادرة جمال بنعمر محولة يائسة للركوب على موجة الاحتجاجات وتسلل مغرض الهدف منه “تسييس المعركة”.

واعتبر اتلاتي في تصريح لجريدة “آشكاين” أن “ما ليس طبيعيا، هو تسلل بعض المندسين داخل الاحتجاجات لأغراض متعددة، وهذا لا يمكن السماح به، وهو محاولة بعض الأطراف المعروفة بمواقفها المتطرفة والراديكالية الركوب على المطالب السلمية والشرعية والعادلة لفئة من فئات المجتمع، وهي فئة الشباب.

وشدد المحلل السياسي على أن “جمال بنعمر كان عليه أن يتحمل مسؤوليته ويعبر عنها في إطاره الخاص، بعيدا عن فئة الشباب. أما انتظار الشباب والركوب على موجتهم، فذلك تصرف سياسي أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه تصرف بحمولة من “الحقارة”، لسبب بسيط، لأن هؤلاء لا يتركون مجالا من المجالات العادية والطبيعية إلا ويحاولون تسييسه”.

مبرزا أن “الركوب على فئة الشباب أمر غير مقبول، لا من طرف جمال بنعمر، ولا من طرف عمر بلافريج، أو غيرهما أيا كانت الأسماء”، وأضاف “نحن نتفق جميعا على أن هذا الجيل هو جيل المستقبل، وهو الجيل الذي سيعول عليه في إطار ترابط الأجيال، لأن غدا هو من سيتكفل بأداء تقاعدي أنا والآخرون من أبناء هذا الوطن”.

ويرى ذات المحلل معتبرا أن “بعض الأصوات النشاز، التي تحمل حقدا دفينا على الدولة المغربية، تحاول مجددا الركوب على هذه الموجة”. مشددا على أن “جيل Z” هم فئة الشباب خرجوا للتعبير عن مطالب لم تخرج عن سياق مطالب عموم الشعب المغربي، بمعنى أن الإطار العام موجود ومحدد، والسقف هو السقف الدستوري”.

مشيرا إلى أن المغرب على المستوى الدستوري ضمن المجال المرتبط بحقوق الإنسان، وقد أشادت بذلك جميع الدول والمنظمات الحقوقية، بما فيها الأمم المتحدة. كما أن الدستور المغربي رسخ مبدأ الفصل بين السلط. لذلك، يقول أتلاتي، “فإن الأمور كلها تظل إلى حدود الساعة طبيعية”.

وشدد المحلل السياسي على أن “المغرب قادر، من خلال مؤسساته الدستورية، على التفاعل مع كل فئات الشعب المغربي، فقد ارتضى المغاربة هذه المؤسسات عبر الاستفتاءات المتعاقبة حول الدستور، وآخرها سنة 2011. وهذه المؤسسات تمثل مختلف مكونات الشعب المغربي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x