2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
دلالات التحرك الدبلوماسي السعودي الأخير بين الرباط والجزائر

أثار التحرك الدبلوماسي السعودي الأخير في المنطقة المغاربية، جدلا بين المراقبين، بعد زيارتين متتاليتين للرباط والجزائر حملتا رسائل من القيادة السعودية.
يوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سفير المملكة العربية السعودية لدى الجزائر، عبد الله بن ناصر البصيري، الذي سلمه رسالة خطية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وفي اليوم التالي، الثلاثاء 7 أكتوبر، استقبل الملك محمد السادس في القصر الملكي بالدار البيضاء الأمير تركي بن محمد بن فهد آل سعود، وزير الدولة والمبعوث الخاص للملك سلمان وولي عهده، حاملا رسالة شفهية إلى العاهل المغربي.
ورغم أن محتوى الرسالتين لم يسرب، إلا أن المراقبين أشاروا إلى “اختلاف ملحوظ في التعامل” بين البلدين. حيث اعتبر تكليف سفير بتسليم رسالة مكتوبة للرئيس الجزائري، في مقابل إرسال مبعوث خاص (وزير دولة) لتسليم رسالة شفهية للملك المغربي، ” لم يكن اعتباطا”.
وفي هذا الصدد، نقل موقع ”مغرب إنتليجنس” عن دبلوماسي مغربي متقاعد، قوله إن البروتوكول الدبلوماسي يقضي بأن الرسالة الهامة تسلم عبر مبعوث شخصي عندما يرغب رئيس دولة في إرسالها لنظيره، بينما يفضل أن يستقبل وزير خارجية الدولة المضيفة الرسالة التي تنقل عبر سفير معتمد.
وأشار الدبلوماسي إلى أن “طبيعة الرسالة كاشفة أيضا”، فالرسالة المكتوبة تكون “دقيقة ومصاغة بعناية”، بينما التواصل الشفهي “أكثر مرونة، ولكنه أيضا أكثر عرضة للتأويل والنسيان، لأنه لا يترك أي أثر رسمي”.
وخلص إلى أن السعودية “اختارت إرسال إشارتين معدلتين في آن واحد، إحداهما رسمية ودبلوماسية إلى الجزائر، والأخرى سياسية وسرية أكثر إلى الرباط”.
كما لفتت صور اللقاءين الانتباه والتحليل. ففي الدار البيضاء، بدا الملك محمد السادس “مبتسما ومسترخيا”، بينما ظهر الرئيس تبون في الجزائر “بوجه متجهم ومنشغل” ومحاطا برئيس ديوانه ومستشاره الدبلوماسي.
وقال ذات الدبلوماسي المغربي: “الفرق واضح. رسالتان، أسلوبان، أجواء مختلفة – وربما تفسيران مختلفان لنفس الإشارة الصادرة من الرياض”، مما يعزز فرضية أن التحرك السعودي الأخير قد يكون جزءاً من رسالة أوسع وأعمق تهدف إلى تحقيق توازن إقليمي جديد.