2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
من يكذب على المغاربة بشأن مقتل التطوانية حياة؟

طرح العديد من المتتبعين تساؤلات كثيرة حول الأنباء المتضاربة بخصوص حادث إطلاق النار على مهاجرين سريين كانوا على متن زورق سريع من طرف البحرية المغربية، مما أدى إلى مقتل الطالبة حياة بلقاسم، وإصابة عدد آخر.
الغريب في الأمر، أن وكالة الأنباء الفرنسية، نقلت عن مصدر مجهول قالت أنه عسكري مغربي، قوله:” إن المهاجرين، الذين جرحوا برصاص البحرية، الثلاثاء الماضي، على زورق سريع (غوفاست) قبالة السواحل، كانوا مختبئين تحت غطاء بلاستيكي”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن اثنين من خفر السواحل المغربية، أطلقا النار لأن زوارق “غوفاست” المزودة بمحركات قوية “تستخدم لتهريب المخدرات”، ولأنهما “لم يريا المهاجرين السريين، الذين كانوا مختبئن تحت الغطاء البلاستيكي”، وقال أن إطلاق النار يبقى “حادث مؤسف”.

هذا، علما أن هذا المصدر الذي تحدث لـ”فرانس برس”، لم يكشف عن هويته أو رتبته أو المهمة الموكولة إليه.
وعلى النقيض من ذلك، فإن أحد الشهود، والذي كان رفقة الراحلة حياة بلقاسم على متن نفس القارب، قال في حوار مع “آشكاين”، “جلست المرحومة “حياة” خلف السائق و خلفها فتاة أخرى، فيما توزعنا نحن على جنبات الزورق، حيث كان المصابون على الجانب الأيمن للسائق فيما كنت أنا على جانبه الأيسر”.
وأضاف الشاهد، في ذات الحوار، “بعدما بدى أن السائق لن يمتثل و لم تردعه الطلقات التحذيرية و لا مطالبنا له بالتوقف، وجهت عناصر البحرية طلقاتها نحو السائق. ”حياة” كانت تجلس خلف السائق مباشرة و كانت متشبثة به، وبسبب السرعة و المطبات المائية كانت أول رصاصة من نصيبها خطأ، حيث اخترقت الجانب الأيمن أسفل القفص الصدري، وباقي الرصاصات وجهت نحو الزورق حيث اخترقته أيضا محدثة أضرار به، مما عرقل نوعا ما مساره، وللأسف فعدة رصاصات أصابت باقي المرشحين بجروح بليغة”.
تصريحات الشاهد، الذي كان مرشحا للهجرة السرية لولا تدخل البحرية المغربية، تؤكد على أن حياة وباقي “الحراكة” لم يكونوا مختبئين تحت غطاء بلاستيكي وسط القارب، خلافا لما روجته وكالة الأنباء الفرنسية إليه. فمن يكذب على المغاربة بخصوص حقيقة إطلاق النار عامة ومقتل حياة على وجه الخصوص؟ وهل ستخرج المؤسسة العسكرية عن صمتها لتوضيح ملابسات القضية بشكل مُفصل وواضح؟