لماذا وإلى أين ؟

الأمير هشام: قاضيت الطاوجني لحماية الشرف والمهنة لا لقمع الرأي (فيديو)

على هامش انعقاد أولى جلسات الدعوى القضائية التي رفعها ضد اليوتيوبر محمد رضا الطاوجني، اختار الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، اللجوء إلى الصحافة لتوضيح خلفيات هذه المتابعة، مؤكداً أن شكوته موجهة نحو “القذف والتشهير” ولا تمس بحرية الرأي والتعبير التي يعتبرها مبدأً “مقدساً”.

وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين (الثلاثاء 14 أكتوبر )، شدد الأمير على أن القضية ليست “محاكمة ضد الرأي”، بل هي إجراء قانوني ضد اتهامات خطيرة “تمس الشرف والاعتبار” تضمنها شريط فيديو نشره الطاوجني في سبتمبر الماضي.

جوهر الشكاية: اتهام بتحويل “مئات الملايين من الدولار”
حدد الأمير هشام العلوي النقطة الجوهرية التي دفعته للمقاضاة، والتي تتركز حول زعم الطاوجني بأن الأمير، عند استقراره في أمريكا، “أمر البنك بتحويل مئات الملايين من الدولار خارج المغرب”. واعتبر الأمير أن عبارة “مئات الملايين من الدولار” تعني مبلغاً لا يقل عن 300 مليون دولار.

وطالب الأمير، في السياق القانوني، أن يكون المشتكى به “ملزماً بتقديم الأدلة القاطعة” لإثبات هذا الزعم، مشيرا إلى أن قانون الصحافة المغربي، كغيره من القوانين الدولية، لا يجيز تقديم اتهامات دون حيازة أدلة، مؤكداً أن غياب الدلائل يجعل التصريحات “غير معقولة، بل وغير مسؤولة”. كما ربط توقيت الفيديو الذي نشره الطاوجني (11 سبتمبر 2025) باللقاء الصحفي الذي أدلى به الأمير لجريدة إسبانية، معتبراً أن هذا التزامن يشير ضمنياً إلى عدم وجود وثائق مسبقة لدى اليوتيوبر.

“رادع” لـ “تعليم أخلاقيات المهنة”
وعلى الرغم من طلب التعويض المالي، أكد الأمير هشام أن الهدف من هذا التعويض ليس الثراء، بل يهدف إلى أن يكون “رادعاً” يحمي أفراد المجتمع من “التهجم المجاني ومس الشرف غير المبرر”. وكشف عن قراره بتوجيه مبلغ التعويض، في حال الحكم به، لـ “تعليم أخلاقيات المهنة”، إيماناً منه بضرورة صيانة مهنة الصحافة.

كما انتقد الأمير بشدة اللغة التي استعملها الطاوجني في توجيه الاتهامات، واصفاً إياها بـ “لغة غير لائقة وغير مؤدبة” لا تحترم أدنى معايير اللباقة، مشيراً إلى أنه اختار تجاهل الوصف الذي طال شخصه والمتمثل في اتهامه بـ “زعزعة النظام الملكي” و”الإضرار بالدولة”، معتبراً إياها “خزعبلات فاقدة للمصداقية”.

القضاء “فضيلة” وليس “عيباً”
وفي ختام تصريحاته، أوضح الأمير هشام العلوي أن الدعوى المرفوعة تندرج ضمن قانون الصحافة وليس القانون الجنائي، وهو ما يثبت التزامه العميق بحرية الصحافة.

واختتم الأمير بتقديم رؤيته للقضاء، حيث قال: “في ثقافتنا الشعبية، يُنظر إلى المتابعة القضائية في بعض الأحيان كأنه شيء عيب، ولكنه فضيلة وميزة”، مضيفاً أن القضاء هو الآلية المفوضة من المجتمع لاستعادة “الانسجام والهدوء والطمأنينة” بين الناس، مؤكداً اعتزازه بكون القضاء سيستمع لشكواه، وسيستمع بالمثل لخصمه الطاوجني “حتى يستطيع القضاء أن يقول بمهمته وهي حماية شرف الناس وحماية الصحافة”.

يذكر أن هيئة الحكم بالمحكمة الابتدائية بالرباط، كانت قد قررت اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، تأجيل النظر في أولى جلسات الدعوى القضائية المرفوعة من طرف الأمير هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، ضد الناشط الإعلامي محمد رضا الطاوجني.

وجاء قرار التأجيل إلى غاية جلسة 09 دجنبر المقبل، استجابة لطلب دفاع محمد رضا الطاوجني من أجل إعداد المرافعة.

وتعود فصول القضية إلى شهر سبتمبر الماضي، عندما أعلن الأمير هشام العلوي عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” عن لجوئه إلى القضاء لمقاضاة الطاوجني. وأوضح الأمير في تدوينته أن قراره جاء على إثر تصريحات للناشط الإعلامي تضمنها شريط فيديو نشره على منصة “يوتيوب” بتاريخ 11 سبتمبر 2025.

وأكد الأمير أن التصريحات تضمنت “اتهامات وعبارات تمس الشرف والاعتبار”، مشدداً على أنه قرر “كمواطن اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحقه في الإنصاف بما يقتضيه القانون”، مشيراً إلى أن النقيب عبد الرحيم الجامعي هو من تقدم بالشكاية باسمه.

وفي سياق متصل، شدد الأمير هشام العلوي على موقفه الثابت تجاه الحريات، مضيفاً: “أجدد تأكيدي على إيماني العميق بحرية الرأي والتعبير، باعتبارها ركيزة لترسيخ قيم التعدد والانفتاح، شريطة أن تمارس بعيدًا عن أساليب التشهير”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x