2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

على هامش تأهل المنتخب المغربي للشباب إلى نهائي كأس العالم، انقسمت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بين من احتفى بالإنجاز الرياضي، ومن دعا إلى مقاطعة مباريات كرة القدم، احتجاجا على تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية
وبينما رأى البعض أن الاحتفال بالانتصار لا يعني التخلي عن المطالب العادلة، اعتبر آخرون أن الانشغال بكرة القدم “نوع من التلهية وصرف الانتباه عن القضايا التي تهم المغاربة والتي تمسهم في حياتهم اليومية”.
محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، كتب في تدوينة تعكس روح الفخر والانتماء قائلا: “قتالية، استماتة، مهارة… وليداتنا يبدعون، يتألقون، ويتأهلون لنهاية كأس العالم، هنيئا والف مبروك، نتمنى الظفر بكأس العالم”.
في المقابل، عبرت بعض التعليقات عن حس ساخر، مثل ما كتبت إحدى المدونات: “الله يعطيكم الصحة واخا ماكاين صحة”، بينما علق آخر على أداء أحد اللاعبين المغاربة الذي لم يكن موفقا خلال اللقاء قائلا: “كاد ان يفكرنا فالصحة والتعليم”.
ودون عبد الوهاب السحيحي، وهو أحد الوجوه البارزة في احتجاجات التعليم، بعد المباراة قائلا: “هيا بنا إلى الفينال”، ثم أضاف في تدوينة أخرى على صورة تظهر المسار الذي قطعه شبان المغرب للوصل إلى النهائي الذي سيواجهون في الأرجنتين “التاريخ”.
أما رئيس المنظمة المغربية لحقوق الانسان نوفل البعمري، فقد اختار الرد على دعوات المقاطعة من زاوية اخرى، وقال: “مطلب مقاطعة مقابلات المنتخب المغربي و إلغاء كأس العالم… هو نفسه كان مطلب إلغاء TGV، و قام البعض باحتساب كلفته على أساس تعويضه ببناء المستشفيات و المدارس… في النهاية ظهرت الحاجة للقطار السريع”.
وأضاف البعمري “لا تناقض بين المشروع الاجتماعي والمشروع المتعلق بتنظيم كأس العالم، كلاهما يخدمان المغرب الصاعد” .
في الجانب الآخر من النقاش، التقط جيل جديد من المغاربة الحدث بأسلوبهم الخاص، فكتب أحدهم مازحا بعد نهاية المباراة: “هاد بيلانتيات لعبناهم فالديسكورد، مستحيل فرنسا كانت تربحنا وخا الحموني طيحلينا السيرفر وجواد بدا شوش علينا بداك الكونت ديال المقدم اللي داخل بيه”.
وبين السخرية والفرح، نشر آخرون تدوينات تبرز فخرهم بجيل شاب صنع إنجازا جديدا للكرة المغربية، وجاء في إحدى التدوينات: “جيل Z للمنتخبات الوطنية لكرة القدم يتأهل إلى نهائي كأس العالم للشباب بعد فوزه المستحق على المنتخب الفرنسي”.
وبين الرأيين يظل السؤال قائما: هل يتعارض الاحتجاج من أجل مطالب عادلة مع تشجيع المنتخب؟ الواقع أن الحدثين لا ينفصلان، فكما يطالب المغاربة بالكرامة في المعيشة، يحق لهم أيضا أن يحتفلوا بالكرامة في الملعب، فالغضب مشروع، والفرح كذلك، وما يجمعهما هو الأمل في مغرب أفضل، يلعب فيه الجميع دور البطولة.