2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسية في منتصف أكتوبر الجاري قرارا جديدا يقضي بمنع تصدير التمور إلى المغرب خلال موسم 2025/2026، في خطوة تعتبر تصعيدا مباشرا في مسار العلاقات الثنائية التي تعيش منذ فترة فتورا واضحا.
القرار التونسي، الذي جاء عبر بلاغ المجمع المهني المشترك للتمور، لم يقدم تفسيرات رسمية أو تبريرات اقتصادية بشأن استثناء السوق المغربية من عمليات التصدير. وهنا يشير حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية إلى أن: “ما صدر من بلاغ عن منتجي التمور التونسيين هو قرار ينضاف للقرارات الأحادية والاستفزازية لكنه قرار معزول لا يمكن أن يؤثر بشكل أو بآخر على السوق الوطنية والأسعار”.
وجاء القرار التونسي في سياق “أزمة دبلوماسية صامتة” بدأت منذ غشت 2022 بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي، ما اعتبرته الرباط خروجا على التقليد التونسي في قضية “الصحراء الغربية”.
واعتبر بلوان، ضمن تصريح لجرية “آشكاين” الإخبارية، أن “استقبال قيس سعيد لزعيم جبهة البوليزاريو سنة 2022 كانت هي النقطة التي قلبت جميع الموازين في العلاقات المغربية التونسية تلتها مجموعة من الاستفزازات الأخرى من قبيل استقبال المنتديات الثقافية التونسية للكيان الوهمي، ومجموعة من الإجراءات الأحادية التي كانت من املاءات جزائرية”.
جذور الأزمة.. من التاريخ إلى “البوليساريو”
العلاقات بين المغرب وتونس تعود إلى قرون، منذ زمن عقبة بن نافع، مرورا بفاطمة الفهرية التي أسست جامعة القرويين بفاس عام 859 ميلادية، وصولا إلى المعاهدة التاريخية للأخوة والتضامن بعد الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي.
وبالعودة للتاريخ القريب، طالما تميزت العلاقات بين المغرب وتونس بتقلبات بين القرب والبعد، على غرار توتر عام 1961 بسبب دعم بورقيبة لاستقلال موريتانيا، ثم انفراجات لاحقة مع زيارات متبادلة بين الحسن الثاني وبورقيبة.
وبعد هذا التاريخ الطويل من العلاقات الجيدة”، رغم بعض التوترات الظرفية، وقع المنعرج الأبرز في العقد الأخير صيف 2022، مع استقبال قيس سعيد لرئيس جبهة “البوليساريو”، ما اعتبرته الرباط تحيزا واضحا لموقف الجزائر في ملف الصحراء.
وقال بلوان: “منذ تولي قيس سعيد الحكم دخلت تونس تحت عباءة الجزائر بسبب السياسة الجزائرية التي تقوم على الترهيب والترغيب”، موضحا أن “الضغوط الجزائرية على تونس انتجت في المحصلة مجوعة من القرارات على مستوى رئاسة الجمهورية وبدأت تفاصيلها تخرج في مجموعة من المنتديات الاقتصادية والثقافية أو حتى الديبلوماسية”.
تونس تحت عباءة الجزائر
تشهد تونس في السنوات الأخيرة تقاربا متزايدا مع الجزائر، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل أيضا على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وذلك بسبب أن الدعم المالي والطاقة الذي تقدمه الجزائر لتونس، من قروض وودائع وتزويد بالغاز والبوتان، يضع تونس في موقف من شبه “الاعتماد الكامل”.
وتعليقا على ذلك أوضح أستاذ العلاقات الدولية أن “قصر قرطاج أصبح اليوم مرهونا لدى قصر المرادية، وكأن القرار يصاغ في الجزائر ويصدر في تونس العاصمة”.
واستدرك بلوان “لكن يجب التأكيد على أن القرارات الاستراتيجية لتونس لا تمتلكها الجزائر فالدولة العميقة في تونس ترفض ذلك، ولعل مشاركة الجيش التونسي في مناورات الأسد الافريقي في المغرب وفي المناطق الصحراوية المغربية خير دليل على ذلك”.
وعلى المستوى الإقليمي، بدأت تونس تتبنى مواقف تتماشى مع الاستراتيجية الجزائرية، خصوصا تجاه القضايا المغاربية مثل العلاقة مع المغرب وملف الصحراء، “لكن هناك ما يمثله شخص الرئيس الحالي قيس سعيد الذي وقع تحت جناح قصر المرادية ويأتمر بأوامره”، يضيف بلوان.
انعكاسات على الاتحاد المغاربي
هذه التطورات تشكل ضربة جديدة لفكرة الاتحاد المغاربي، الذي يعاني من شلل عملي منذ سنوات، فالتحالف التونسي-الجزائري-الليبي خارج الإطار الرسمي للاتحاد يشي بغياب إرادة إعادة الوحدة المغاربية، ويؤكد أن تونس اختارت حيزا ضيقا من التحالفات الإقليمية على حساب شراكة أوسع تشمل المغرب.
تونس تسير على نهج “حاميتها” نحو قطع العلاقة
تبدو تونس اليوم وكأنها تسير على خطى ما يمكن تسميته بـ”نهج حاميتها”، الجزائر، في تعاطيها مع ملفات إقليمية حساسة، بما في ذلك العلاقات مع المغرب.
ويعلق بلوان على ذلك: “أولا يمكن التأكيد على القرار التونسي هو قرار معزول رغم صبغته الاستفزازية ولا يمكن أن يؤثر على السوق المغربية. وثانيا، هذا القرار يمكن تصنيفه ضمن القرارات المفروضة من الجانب الجزائري باستحضار أن الجهد الديبلوماسي الجزائري ينصب كاملا نحو تونس بسبب العزلة الدولية التي تعيشها الجزائر”.
وتعكس المواقف الأخيرة للسلطات التونسية اعتمادا متزايدا على التوجيهات الجزائرية، ما يضع تونس في موقع يقلص من قدرتها على ممارسة سياسة خارجية مستقلة.
وبالعودة إلى المواقف المغربية، ذكر بلوان “أن المغرب الشعبي والرسمي وقف إلى جانب الشقيقة تونس ابان الأزمة التي ضربت البلاد، والكل شاهد حجم التامن المغربي وكيف أن ملك المغرب كان يتجول بدون برتكول في تونس ليبعث رسالة للعالم على أن تونس آمنة وهي بخير”.
Ces 2 hommes ils nous donnent une très bonne leçon Ces 2 chefs d’état Despotiques tyrans ils se mettent d’accord sur les prix à facturer au Maroc de leur datte Une bonne leçon Le MAROC EST UNE TERRE AGRICOLE mais nos responsables Agricoles ils préfèrent importer que produire nos dattes sur nos terres chorafae
المغرب هو من أتخذ قرار تقليص استيراد التمور التونسية لحماية منتوجه المحلي. ولا سيما ان التمور المستوردة من تونس تحتوي أيضا على تمور جزائرية يتم تصويرها للمغرب عن طريق تونس.والقرار الذي اتخذه المغرب بتقلي كمية التمور من تونس لم يعجب المصدرين التونسيين الذين بادروا بدورهم لمنع تصدير التمور للمغرب.فالمسالة مسألة اقتصادية تجارية وليست سياسية
قرار خطير، إذا انقطعت عنا تمور تونس سينزل مستوى السكر في دماء المغاربة.