2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
سارعت الجزائر إلى توقيع اتفاقية للتبادل الحر مع أوكرانيا، في مسعى لتوسيع شبكة تحالفاتها الاقتصادية. التحرك الجزائري يأتي في وقت حساس، حيث تشهد العلاقات المغربية الروسية تقاربا ملحوظا، شمل توقيع اتفاقيات استراتيجية في مجالات اقتصادية وأمنية.
هذا التقارب بين الرباط وموسكو أثار قلقا في الجزائر، التي ترى في تحركها نحو أوكرانيا محاولة لموازنة النفوذ الروسي المتزايد في المنطقة. في هذا السياق، يتحدث المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات لجريدة “آشكاين” عن هذا التقارب الذي “يمكن فهمه كمحاولة للضغط على روسيا من أجل مراجعة مواقفها المرتبطة بقضية الصحراء المغربية.
يرى الشيات أن “هذا توجه يبدو نابعا من سعي الجزائر لإيجاد مخرج من الضغوط المتزايدة التي تواجهها، خاصة من طرف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن”. مشيرا إلى أن هذه الخطوة قد تأتي كمحاولة أخيرة لخلق رافعة دبلوماسية جديدة.
غير أن توقيع اتفاق يتعلق بتبادل الخبرات أو التعاون حسب المتحدث “لا يمكن اعتباره عامل توازن مع روسيا، ولن يؤثر على موقفها بأي شكل يذكر”. مضيفا أن “انفتاح الجزائر على أوكرانيا قد يفسر كإعلان ضمني عن مغادرة الجبهة الروسية، وهو ما ستكون له تداعيات مستقبلية مهمة”.
وأوضح المحلل السياسي أن “التقارب مع أوكرانيا قد ينعكس سلبا على علاقتها بروسيا من جهة، وعلى علاقاتها مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة من جهة أخرى، خاصة إذا اعتبر ذلك خيارا استراتيجيا غير متزن”.
واعتبر الباحث الأكاديمي أن “مثل هذا التوجه قد يأخذ طابعا انتحاريا إذا تم اعتماده كخيار استراتيجي دائم، لأن الجزائر بهذا الشكل ستظهر دولة منفعلة وغير مستقرة في قراراتها الكبرى”.
وأشار المتحدث إلى أن المغرب ينهج سياسة توازن مدروسة في تعاطيه مع روسيا والدول الغربية، دون منح امتيازات استراتيجية مطلقة لأي طرف، حيث يتفاعل معها وفق مصالح اقتصادية ودبلوماسية محددة دون الدخول في تحالفات عسكرية أو أمنية ثقيلة.
وشدد المصدر على أن “الجزائر، في حال إقدامها على هذا التحول، قد تفقد الدعم الروسي عمليا على المستويين السياسي والعسكري، دون أن تحقق فوائد واقعية من التعاون مع أوكرانيا، خاصة وأن اقتصادها ليس مبنيا على التبادل الحر، مما يجعل فرص قيام شراكات اقتصادية حقيقية محدودة جدا”.
وختم الشيات بالقول إن “أي اتفاق محتمل بين الجزائر وأوكرانيا لن تكون له آثار ملموسة لا على موقع الجزائر الاستراتيجي، ولا على علاقاتها مع روسيا، ولا على تموقعها المستقبلي مع الدول الغربية، بل قد يعمق صورتها كدولة غير مستقرة في خياراتها الدولية”.
روسيا فهمت ربما الا فائدة من النظام الجزائري