2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أشبال الأطلس: ملحمة وطن وشعب وحكامة ملك
حقق المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة “أشبال الأطلس” إنجازا تاريخيا غير مسبوق بتتويجه بكأس العالم في الشيلي، وهو نجاح لم يأت بالصدفة، بل ثمرة مسار طويل ومشروع وطني رياضي منظم ومستدام.
هذا الإنجاز يعكس مباشرة ثمار الرؤية الملكية البعيدة المدى، التي وضعت منذ سنوات أسس مشروع رياضي حديث قائم على الاحتراف، التخطيط، والتكوين العلمي، ليصبح المغرب نموذجا يحتذى به في النجاعة الرياضية والإصلاح الهيكلي.

الفوز العالمي لأشبال الأطلس، ليس مجرد حدث رياضي عابر، بل تتويج عملي لرؤية ملكية متكاملة قامت على الاستثمار في الإنسان كحجر زاوية لكل إنجاز وطني. كما أن ما تحقق في الشيلي لم يكن ضربة حظ أو وليد لحظة مفاجأة، بل نتيجة إرادة ملكية صلبة ومثابرة مؤسساتية، جعلت من الاستثمار في التكوين الرياضي قاعدة لكل تطوير.
لقد أصبحت البطولات العالمية شهادة دولية على نجاعة النموذج المغربي الذي اختار الإصلاح الهيكلي بدل الحلول السريعة، ليؤكد أن الرياضة المغربية لم تعد تبنى بالمزاج، بل بالمنهج.
إنجاز أشبال الأطلس، يعكس نجاح المشروع الوطني في مجال الرياضة ويؤكد فعالية السياسات الملكية، التي شملت تأهيل البنيات التحتية، إنشاء الأكاديميات، والاهتمام بالرياضة لجميع الفئات.

هذا الانتصار، هو تصديق ميداني على مشروع رياضي وطني متكامل، قائم على التكوين والكفاءة والتدبير العصري، ويجمع بين الأداء والهوية، الانضباط والتفكير التكتيكي والإبداع الفني، ليصبح المغرب قوة كروية صاعدة على الساحة العالمية.
لم يكن المشروع الرياضي المغربي مجرد فكرة، بل منظومة متكاملة ربطت بين التكوين الرياضي، الإصلاح الإداري، والاحتراف المالي، في إطار رؤية شمولية تعتبر الرياضة قطاعاً إنتاجياً وتنموياً.
لقد جسد الأشبال اليوم الوجه المضيء لهذا المجهود، حيث أظهرت البطولة أن المغرب يمتلك جيلا شابا مبدعا، واعيا بمسؤوليته الوطنية، منضبطا، مثابرا، وطموحا. لقد أصبح هذا الجيل ثمار بيئة مغربية وفرت له التكوين والرعاية والبنيات اللازمة لتحقيق ذاته، ليكون الإنجاز أيضا انتصارا لمنظومة تمكين الشباب التي جعلت الكفاءة معيار النجاح.
على المستوى الدولي، رسخ الفوز العالمي مكانة المغرب بين القوى الكروية الصاعدة، وقدم رسالة واضحة إلى العالم عن المغرب الجديد، القادر على المنافسة في مختلف الميادين، بفضل استقراره وتنظيمه ورؤيته الاستراتيجية.
وقد أظهرت البطولة مستوى عال من التدبير الرياضي المغربي، الذي يجمع بين التخطيط الطويل الأمد، الإدارة الحديثة، والانفتاح على التجارب الدولية، لتعكس صورة بلد قادر على تحويل الحلم إلى واقع، والرؤية إلى إنجاز ملموس.

إن هذا الإنجاز لم يقتصر على المستوى الرياضي، بل حمل بعدا وطنيا ووحدويا. فقد جمع الفوز المغاربة حول لحظة فرح وطني نادرة، مؤكدا كيف يمكن للرياضة أن تكون لغة جامعة بين العرش والشعب، وتعكس صورة المغرب المتماسك والمتفائل.
كما أن الاستقبال الشعبي الكبير لأبطال المنتخب وجه آخر للنجاح الوطني، حيث تحول الإنجاز الرياضي إلى احتفال جماعي بالقيم الوطنية، ورسالة مفادها أن العمل الجاد والتخطيط المثابر يصنع الفخر الوطني.
ويعكس التتويج نجاعة الحكامة الرياضية المغربية الجديدة، القائمة على التخطيط، الشفافية، والمساءلة، حيث باتت الجامعات والمؤسسات الرياضية تعمل وفق مقاربات احترافية ومؤشرات أداء قابلة للقياس، ما جعل النتائج أكثر استقرارا واستدامة.

لقد كانت توجيهات الملك ودعم الدولة عاملا مهما ومساعدا على الانتقال الفعلي من الهواية إلى الاحتراف المؤسسي، لتصبح الرياضة مجالا إنتاجيا وتنمويا يستثمر في الإنسان ويحقق إنجازات ملموسة.
من الشيلي إلى الرباط، رفع أشبال الأطلس راية المغرب في سماء العالم، ليصبح الإنجاز رمزا للوحدة الوطنية، واحتفالا بالقيم التي تجمع المغاربة جميعا.
هذه البطولة ليست نهاية الطريق، بل فصلا جديدا في مسار مشروع وطني متين، يربط بين الحلم والعمل، ويؤكد قدرة المغرب على المنافسة العالمية والريادة القارية، ويرفع الثقة في شبابه وفي المستقبل الرياضي للبلاد.