2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
من الاحتجاجات إلى الاحتفالات
لحسن الجيت
من يراهن على خلق الفتنة في المغرب من خلال التلاعب بأهواء المغاربة فهو واهم ولا يعرف هذا الشعب الأبي الذي احتار في أمره المتربصون عبر التاريخ، القدامى منهم والجدد. بعدما ظنوا أنهم على مشارف تحقيق مآربهم الخبيثة خابت آمالهم كما خبيثت أعمالهم؛ فالمغاربة ليسوا بآخر ما جاد به الغيث في الوطنية، هم أول الناس وسيبقون على ما هم عليه إلى حين أن تنتهي كل الأزمنة ولا يبقى إلا قول الحق.
طوال الأسابيع الأخيرة اعتقد أعداء المغرب في الخارج ومن تواطأ معهم من الخونة في الداخل أنهم أفلحوا في استدراج شباب إلى التمرد في غفلة من أمرهم، فانتشرت حركات احتجاجية في شوارع العديد من المدن. لكن مع مرور الوقت تبين لهم أن لا سلطان لهم عليها، وأن ما استدرجوا إليه كان خدعة ومصيدة نصبها أعداء البلاد. تيقنوا أن أجندتهم التي خرجوا من أجلها انحرفت، وأنهم لم يكونوا سوى حطب لنار أراد الأعداء إشعالها للإتيان على الأخضر واليابس في هذا البلد.
وبالفعل ثبت بالدليل القاطع أن النظام الجزائري كان المهندس الرئيسي الذي استرخص الغالي والنفيس ليضرب أمن واستقرار بلد باستخدام أدوات منحطة تسمى اليوم الذباب الإلكتروني. براز عائدات البترول جلب الذباب من كل حدب وصوب، وتجمعت فوقه أقلام مأجورة وخونة باعوا ضمائرهم فسقطوا في المحظور. ولم يتصدى المغرب بمثل ما جندوه من ذباب، بل استخدم في حقهم ما يسمى بالقوة الناعمة التي تعكس رقي وحضارة بلد ينأى بنفسه عن الشتائم احتراما لتاريخه وأصالته. القوة الناعمة أداة للبناء وبعيدة كل البعد عن أن تكون أداة للهدم والتخريب، فهي تركز على بناء الذات أكثر من الاهتمام بالخارج وتحث على التنافس الشريف وليس على الإقصاء.
فما المقصود بالقوة الناعمة؟ هي قوة مسالمة وسلمية، بعيدة عن قواميس التهديد والوعيد، ورسائلها حضارية لمن أراد أن يستوعبها. تستخدم فيها الدولة وسائل متعددة تتأرجح بين الثقافة والفن والدين ومبادئ الأخلاق ومجالات أخرى تتعلق بحقوق الإنسان والرياضة، وجميعها تفضي إلى جلب الاحترام وإعجاب الغير، وتستخدم كذلك لمواجهة أخطار وشرور الأعداء ومخططاتهم الكيدية.
الحالة التي تمر منها بلادنا اليوم تشهد على هذه القوة وعن فعاليتها في درء المخاطر. الرياضة كأداة للقوة الناعمة استطاعت أن تفوت الفرصة على الأعداء بعد أن تحولت مجريات الأحداث وبسرعة فائقة من حركات احتجاجية متوترة ومشحونة إلى احتفالات عمها الفرح في مختلف ربوع المملكة.
الفضل في ذلك يعود إلى الإنجاز التاريخي غير المسبوق الذي حققه المنتخب المغربي لكرة القدم بفوزه المستحق في كأس العالم. بضربة جزاء أو برأسية أو بأقدام لاعبيه أخرجنا أعتى المنتخبات في العالم، وبفضل هذا الإنجاز أخرجنا كذلك العدو الداخلي والخارجي من الساحات العمومية ومن الشوارع التي ملأوها بالباطل زورا وبهتانا. الدرس الذي وقف عليه الجميع أن الأحزاب تفرقنا وكرة القدم توحدنا. فطوبا للكرة وبئس المصير لتلك الأحزاب. فما الذي جعل المغاربة يسهرون حتى الساعة الثانية صباحا ويفرحون حتى ساعات الفجر الأولى لو لم يكن في نفوسهم عشق دفين لهذا الوطن؟
الرياضة ليست ترفا فكريا، وبالأخص كرة القدم التي تتابعها شعوب الكرة الأرضية على اختلاف ألوانهم وألسنتهم. هذا النوع من الرياضة قدم ورقة تعريفية عن بلدنا، والإنجازات الكروية التي حققها المغرب في قطر والشيلي أعطتنا إشعاعا. ومن كان لا يعرف المغرب فقد حجز لنفسه تذكرة وجاء ليتعرف عليه أكثر. فوزنا بكأس العالم هلل له كل شعوب الأرض إلا النظام الجزائري الذي أبان عن حقده وعزل نفسه عن الجميع كما هو معزول أصلا. لم نحاربه بالسلاح، لكننا أفحمناه بالقوة الناعمة.
هذا الإنجاز التاريخي أسكت العديد من الأصوات التي كانت بالأمس تشكك في رجل وطني اسمه فوزي لقجع. وقال المهرجون من طينة ما يسمى بالمهداوي بعد أن تساءل باستهجان وعن جهل كبير: ما علاقة هذا الرجل بالرياضة؟ ولأن السيد لقجع أكبر بكثير من أن ينزل إلى ذلك المستوى، كان رده على أرض الواقع وفي الملاعب وبالإنجازات العالمية. فضحالة المدعو المهداوي وخفة عقله في هذه النازلة تؤكد للجميع أن لغطه في كل خرجاته يعبر عن سوء نية وتشويش على هذا البلد، وأنه يهرج ولا يفقه شيئا. وقس على ذلك مهرجون آخرون قللوا من شأن المنشآت الرياضية التي بنيت في زمن قياسي لم يسجل مثيلا لها في العالم بأسره.
هذا النبوغ المغربي في مجال الرياضة يرسم معالم قد تمهد الطريق لمغرب حداثي. ما سجلناه من تطور لافت قد يكون حافزا للنجاح في قطاعات أخرى. فالمستحيل ليس مغربيا، وبلدنا يتحسس طريقه بتؤدة وبثبات نحو الارتقاء إلى مصاف الدول الكبيرة. الإرادة السياسية قائمة والعزائم مشدودة في اتجاه الإصلاح، والرسائل قد وصلت للعدو كما وصلت للصديق، ولعل شبابنا أول من أخذ العلم بالأشياء، والمستقبل قد يعدهم بالأفضل فهم الرهان وركيزة هذا البلد.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين وإنما عن رأي صاحبها
ما يؤسفني في مثل هذا الخطاب هو انه يجتر نفس الخطاب الذي تروج له ابواق الجزائر، والذي يتبنى فكرة المؤامرة والعدو الخارجي، في حين ان المغرب اكبر من يحركه نظام مشلول الارادة وفاقد للمصداقية، فالمغرب قوي بدولته واحزابه وباختلافاته التي تجد مجرى حظاري لتصريفها بكل سلاسة، والاحتجاج والتظاهر ليس سبة بقدر ما هو مظهر حظاري للدول المتطورة والصاعدة التي تتق في خطواتها ومؤسساتها، ولغة التخوين والتشكيك في مكونات الوطن على اختلاف مشاربها ماهي إلا لغة الضعفاء والتائهين.
لا أظن ان مسؤولي الجيران لهم الدكاء الكافي لتحريك بهده السهولة شباب المغرب فلسنا اراجوزات كما يضن البعض لنا مناعة كافية والحمد لله هناك مطالب اجتماعية الصحة والتعليم مشروعة ونحن بلد حر وهدا يقع امام البيت الابيض وفي شوارع باريس روما وووو في القابلة الكل فرح بسبب الكاس العالم والحمد لله. المغرب واش غا كحلة ولا بيضة