2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تدخل الولايات المتحدة الأمريكية مجددا في الملف المغربي الجزائري، في محاولة لدفع طرفي النزاع نحو حوار مباشر تحت مظلة الأمم المتحدة. ويأتي هذا التحرك في وقت حساس، مع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.
وأمس الإثنين، قال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، إن الولايات المتحدة تؤكد التزامها الثابت بدعم سيادة المغرب على الصحراء المغربية، مع دعوة عاجلة للمغرب والجزائر للشروع في مفاوضات فورية تحت مظلة الأمم المتحدة للوصول إلى حل شامل يرضي الطرفين.
أستاذة القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، مليكة الزخنيني، تعتبر أن التحرك الأمريكي لا يمكن فهمه بمعزل عن المكانة التي نحتتها أمريكا لنفسها كسلطة مؤثرة في القضايا الدولية.
وترى الزخنيني، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، ان هذا التحرك الأمريكي يأتي “بالنظر للمكانة التي نحتتها امريكا لنفسها مع الولاية الثانية لترامب كسلطة بت في القضايا الدولية وبالنظر لكون ملف الوحدة الترابية لبلادنا من النزاعات الموروثة عن حقبة الحرب الباردة وبفعل التحولات الدولية التي تؤشر على دخول العالم مرحلة جديدة من توازنات القوة”.
وشددت أستاذة العلاقات الدولية على أن قضية الصحراء تظل جوهر الصراع المغربي الجزائري، حيث أوضحت: “قضية الصحراء هي في عمقها قضية صراع مغربي جزائري صرف تم فيه توظيف مكون وطني مغربي لإضعاف المغرب”.
وأكدت الزخنيني على أن تبني القوة الاولى عالميا لموقف صريح من قضية الصحراء يعد “اعلان بداية تصفية المشكل وفق هذه الرؤية”.

ويتم تنزيل هذه الرؤية على المستويين المؤسساتي والسياسي، وفق الزخنيني، حيث أوضحت: “التنزيل المؤسساتي للرؤية يتم في دواليب الامم المتحدة طالما انها الاطار الذي واكب النزاع والتنزيل السياسي يتم من خلال اقناع طرفي النزاع الفعليين بمناخ الحل وضرورة الجلوس لطاولة الحوار وتبقى الولايات المتحدة هي الفاعل القادر بالدفع نحو هذه الوضعية”.
وكان مسعود بولس قد شدد، خلال مشاركته في برنامج بث على قناة “سكاي نيوز”، على التزام واشنطن بدعم سيادة المغرب على الصحراء المغربية.
وأشار بولس الى ان إدارة ترامب تعمل يوميا مع الرباط والجزائر لصياغة قرار اممي “يقرّب وجهات النظر”، مؤكدا أن “سيادة المغرب على الصحراء مسألة اساسية غير قابلة للتراجع بالنسبة للرئيس ترامب”. وأوضح ان مقترح الحكم الذاتي المقدم من المغرب يعد “أفضل اطار ممكن” لتسوية النزاع المستمر منذ عقود.
ويأتي هذا التحرك في سياق دبلوماسي حساس، بعد جولات بولس في المنطقة، بما في ذلك الجزائر، حيث ناقش مع الرئيس عبد المجيد تبون “حلولا بناءة تراعي الاستقرار الاقليمي والمصالح الاقتصادية المشتركة”.
ومع اقتراب ذكرى المسيرة الخضراء، يبدو ان الولايات المتحدة تسعى لتسريع الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع، وسط آمال بأن تفتح المفاوضات المباشرة بين المغرب والجزائر “آفاقا جديدة للسلام والتعاون في المنطقة المغاربية”.