المغرب يعاني من نقص حوالي 10 آلاف خبير في الأمن السيبراني (خبير)

قدر تقرير لشركة “كين ريسيرش” أن سوق الأمن السيبراني المدارة ومراكز العمليات الأمنية في المغرب يبلغ 150 مليون دولار، مع توقع نمو قوي حتى 2030 تقوده قطاعات المالية والحكومة والبنية التحتية.

وأوضح أن التحول الرقمي واعتماد تقنيات كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي زادا من الهجمات الإلكترونية، ما دفع المؤسسات إلى الاستعانة بخدمات أمنية خارجية.

وأشار إلى نقص بنحو 10,500 خبير في المجال، وارتفاع تكلفة الحلول التي تصل إلى 55 ألف دولار سنوياً، في حين تهيمن على السوق شركات مثل داتا بروتيكت، أورانج سايبر ديفينس، أتوس، تاليس، آي بي إم، وسيسكو المغرب.

في هذا الصدد، قال الخبير والمتخصص في الأمن الرقمي، بدر بلاج، إن “المغرب أصبح واجهة مستهدفة للتهديدات السيبرانية، بما في ذلك التجسس الاقتصادي والسياسي والتأثير عبر الأخبار الزائفة، ما دفع الدولة والمؤسسات إلى تعزيز استثماراتها في الأمن الرقمي لحماية المرافق الحيوية والمواطنين”.

وحسب حديث بلاج لجريدة “آشكاين” فإن “القيمة السوقية لمجال الأمن السيبراني في المغرب تقارب 150 مليون دولار”، مشيرا إلى أن “هذا الرقم يعكس حجم السوق وليس المخصصات الحكومية أو استثمارات الشركات فحسب”.

وأوضح المتخصص أن “النمو المتسارع لهذا السوق يعود إلى عدة عوامل، أبرزها التقنين والإطار القانوني الذي أصبح يشمل الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني”. 

وأكد الخبير أن “هذه الاستراتيجية، التي انطلقت منذ نحو عام 2010، ساهمت في نشوء شركات ناشئة مغربية وتطور بعضها إلى شركات عالمية، ما عزز قيمة السوق وأتاح بيئة استثمارية محفزة”.

وأضاف المتحدث “أن الاستثمارات الأجنبية كانت عاملاً محوريًا آخر في نمو القطاع، مستشهدًا بمثال شركة عالمية أنشأت مركزا للأمن السيبراني في الدار البيضاء، وهو من أكبر المراكز في إفريقيا”.

في سياق متصل لفت بلاج إلى أن “شركة تاليس استثمرت نحو 35 مليون دولار في المغرب خلال الفترة 2022-2023، ما يعكس جاذبية البلاد للاستثمارات الدولية في هذا المجال”.

وأشار المتخصص أيضا إلى أن “الطلب الداخلي على الأمن السيبراني يرتفع بشكل كبير، خاصة مع صدور قوانين تلزم الشركات والمؤسسات ذات البيانات الحساسة بالاستثمار في حلول أمنية متقدمة”.

الطلب الداخلي المتزايد على الأمن السبيراني يشرح الخبير في الأمن الرقمي والمعلوماتي أنه، “ساعد الشركات المحلية على التوسع داخليا وخارجيا، ما ساهم في زيادة القيمة السوقية للقطاع”.

ويواجه المغرب حسب بلاج “نقصا في الكفاءات المتخصصة يقدر بنحو 10 آلاف إلى 11 ألف خبير، مما يعكس استمرار فرص النمو والاستثمار في المجال، ويجعل المغرب منصة ناجحة للاستثمار في الأمن السيبراني على مستوى إفريقيا والعالم”.