2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أحدث قرار مجلس الأمن الأخير، المتعلق بقضية الصحراء المغربية، زلزالاً سياسياً لم تقتصر ارتداداته على الساحة الدبلوماسية الدولية، بل امتدت لتهدد المنظومة الحاكمة في الجزائر، وفق السياسي والناشط الجزائري المستقل وليد كبير، الذي اعتبر القرار بمثابة نقطة تحول تاريخية لا تخص المغرب وحده، بل هي “بداية تحرر للجزائر” من نظام ظل يستمد ديمومة حكمه من هذا الملف لعقود طويلة.
نهاية “السجل التجاري” وإيقاف المتاجرة
يرى كبير أن القرار الأممي قد أعلن نهاية ما وصفه بـ “السجل التجاري” (Le Fond de Commerce) الذي استغله النظام الجزائري لمدة 50 عاماً، فمن خلال إبقاء ملف الصحراء حياً، تمكنت المنظومة الحاكمة من خلق حالة من الطوارئ وعدم الاستقرار على الحدود الغربية، وتعبئة البلاد للتركيز على تهديد خارجي وهمي، مما صرف الانتباه عن القضايا الداخلية ومكّن النظام من البقاء.
ويؤكد الناشط الجزائري خلال استضافته ببرنامج “آشكاين مع هشام” أن هذه المتاجرة كلفت الجزائر ثمناً باهظاً، ليس فقط في سياسة التسلح المكلفة، بل في العزلة الدبلوماسية المتزايدة التي وجدت الجزائر نفسها فيها، وقد تجسد هذا الانكشاف في التصويت على القرار الأممي، حيث لم يجد النظام دعما صريحا حتى من حلفائه التقليديين، مثل روسيا والصين، اللتين امتنعتا عن استخدام حق النقض (الفيتو)، مما أكد انفراد الجزائر في موقفها.
فشل الثنائي الحاكم ودعوات تغيير الواجهة
وفقاً لتحليل وليد كبير، فإن الانعكاس الأكبر للقرار سيكون داخلياً، حيث سيُفسر على أنه “هزيمة مدوية” وفشل للثنائي الحاكم الحالي، الرئيس تبون ورئيس الأركان سعيد شنقريحة.
ويُتوقع أن يسمح هذا الفشل بظهور صراعات داخلية جديدة بين “أجنحة المنظومة العسكرية”، ويدفع نحو تغيير الواجهة الحالية، يقول وليد كبير ويضيف، فالأطراف الأخرى داخل النظام، التي ترى أن هذه القيادة قد أحدثت “خسائر كبيرة”، قد ترغمها على الانسحاب وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، على غرار ما حدث عام 1998، في محاولة لإنقاذ النظام عبر تقديم وجوه جديدة تتحلى بـ “الشجاعة” الكافية للتفاوض.
وشدد كبير على أن النظام الحالي يفتقر إلى الشجاعة اللازمة للاعتراف بالهزيمة والدخول في المفاوضات، إلا أن الضغط الناتج عن هذا القرار التاريخي، المتزامن مع وساطة أمريكية، قد يفتح الباب أمام قيادة جزائرية جديدة تكون أكثر حكمة وتستجيب لنداء العاهل المغربي من أجل حل يحفظ كرامة الجميع، ويُعيد إحياء الحلم المغاربي.
مهما عمر الباطل في الأخير يسود الحق.