لماذا وإلى أين ؟

“واقعة الانبعاث” زلزال سياسي يهز التماسك الحكومي والاستقلال يشعر بـ”الغدر”

أثارت واقعة منع تنظيم نهائيات البطولة الوطنية الرياضية لمؤسسات الرعاية الاجتماعية بالقاعة المغطاة الانبعاث في أكادير، يوم الأحد، عاصفة من الجدل السياسي داخل الأغلبية الحكومية، بعدما رفضت جماعة أكادير، التي يرأسها عزيز أخنوش، الترخيص باستغلال القاعة، رغم الطابع الوطني والرسمي للحدث.

القرار المفاجئ، الذي اتخذ ساعات قليلة قبل حضور وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة الاستقلالية نعيمة بن يحيى إلى عين المكان، دفع اللجنة المنظمة الى نقل النشاط في آخر لحظة نحو القاعة المغطاة بحي الهدى، ما تسبب في ارتباك وتأخير واضحين للوفود القادمة من مختلف مناطق المملكة.

الحدث كان مبرمجا في اطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، بتنظيم من مؤسسة التعاون الوطني بشراكة مع ولاية جهة سوس ماسة، وبحضور رسمي لوالي الجهة الحسين أمزازي.

ورغم الطابع الحكومي للنشاط، بررت جماعة أكادير رفضها الترخيص بكون القاعة “لم تسلم بعد من الشركة المشرفة على الاشغال ولم تدشن رسميا من طرف رئيس الجماعة”.

وتعليقا على ما وصف بالمنع، اعتبر مصدر استقلالي ان “تعليل الجماعة لقرار المنع غير منطقي وغير معقول، خصوصا وان القاعة جاهزة وليس بها اي عيب يحول دون تنظيمها لمثل هذا النشاط”.

وأضاف متحدث لموقع اشكاين، الذي فضل عدم كشف هويته، أن القرار الذي “اتخذ تحت مسؤولية رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار عزيز اخنوش جاء بعد الدينامية الكبيرة التي عرفها الحزب بالمنطقة، والتي عبر بعض اعضائه عن انزعاجهم منها”.

وتابع المتحدث ذاته، “أعتقد ان القرار هو استهداف مباشر لوزراء حزبنا وتضييق على انشطة الحزب”.

ويرى مراقبون ان الواقعة، وإن بدت في ظاهرها خلافا تدبيريا حول مسطرة ادارية، الا انها كشفت عمق التوتر بين مكونين رئيسيين في الحكومة، حزب التجمع الوطني للاحرار وحزب الاستقلال، قبل اقل من سنة على انتخابات 2026 التي بدأ الاستعداد لها مبكرا.

وذهب محللون الى ان “واقعة الانبعاث” قد تكون مؤشرا على بداية شرخ داخل التماسك الحكومي، بعد شعور حزب الاستقلال بما يشبه “الغدر السياسي” من طرف حليفه الاكبر، وهو ما قد يعيد الى الواجهة النقاش حول حدود التنسيق داخل الاغلبية ومدى التزامها بروح التضامن التي نصت عليها التوجيهات الملكية.

وفي انتظار توضيح رسمي من جماعة أكادير أو من رئاسة الحكومة، تبقى الواقعة مرشحة للتحول إلى سابقة سياسية في علاقة السلطة المحلية بالحكومة المركزية، خصوصا حين يمتزج التدبير المحلي بالحسابات الحزبية.

وفي وقت سابق وجه الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء نزار بركة انتقادات وصفت بالحادة للحكومة التي يشارك فيها، مشيرا الى تفاقم الفوارق الاجتماعية والبطالة بين الشباب والفئات الهشة، واعتبر ان المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية تكشف فشلا في تقليص التفاوتات رغم مسؤولياته الوزارية.

وسبق لبركة أن انتقد السياسة الفلاحية للحكومة، مؤكدا ان المستفيدين الاساسيين هم المستوردون والفلاحون الكبار، بينما تم تهميش الفلاحين الصغار الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان العالم القروي، داعيا إلى سياسات أكثر عدلا لتحسين اوضاعهم.

وفي قضية “الفراقشية” التي هزت الرأي العام الوطني في حينه، كشف الزعيم الاستقلالي نزار بركة أن 18 شخصا استفادوا من دعم مالي كبير دون ان ينعكس ذلك على الاسعار.

50

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x