2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الدرويش: بيع الأطروحات الجامعية لم يرقى بعد إلى مستوى الظاهرة
قال محمد الدرويش، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط ورئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، إن إشكالات بيع الأطروحات الجامعية والانتحال العلمي “لا ترقى بعد إلى مستوى الظاهرة أو الإشكال البنيوي”.
وأوضح الدرويش في حديث لجريدة “آشكاين” أن منظومة التعليم العالي في المغرب تضم اليوم ما يقارب المليون ونصف المليون طالب في مختلف التخصصات والمستويات، الأدبية والعلمية والتقنية والاقتصادية والقانونية وغيرها.
وأوضح الباحث أن ما يُروج له من ممارسات كبيع وشراء الأطروحات أو تقديم الرشاوى أو سرقة الأبحاث “هي أفعال مرفوضة أخلاقيا وعلميا وقانونيا”، مشيرا إلى أن “أي أستاذ أو طالب أو إداري لن يقبل بها لأنها تسيء لفاعلها أولا، ولمشرفها ثانيا، ولمؤسستها ثالثا، وللوطن قبل كل شيء”.
وأضاف المصدر متسائلا “أي علم هذا الذي يستفاد من كتاب مسروق؟” مستحضرا “لافتة كان يقرأها على واجهة مكتبة في الرباط حين كان تلميذا، تركت في نفسه أثرا دائما”.
وشدد الباحث الجامعي على أن “هذه الأفعال تبقى معزولة ونادرة، وترتبط ببعض الطلبة أو التخصصات القليلة التي تسمح طبيعتها بوقوعها”، لافتا إلى أن “الغالبية الساحقة من الطلبة والأساتذة “تحترم قيم البحث العلمي وتلتزم بالمعايير الأخلاقية والأكاديمية”.
وبخصوص تأثير هذه السلوكات على جودة البحث العلمي، تساءل الأستاذ الجامعي والفاعل التربوي “عن أي بحث علمي سنتحدث ونحن أمام أبحاث من هذا النوع من الباحثين؟”.
غير أنه عاد ليؤكد أن “التعليم العالي المغربي “يزخر بباحثين أكفاء يجتهدون في أعمالهم العلمية، ويحققون نتائج وجوائز تُشرف الجامعة المغربية وترفع من حضورها إقليميا ودوليا، رغم محدودية الإمكانيات وضعف الدعم”.
كما وجه الأكاديمي نداء “إلى الجهات المعنية بضرورة إيلاء الأهمية القصوى لكل باحث مجتهد ومنتج ومبتكر”، معتبرا أن “تشجيع الكفاءات العلمية والاعتراف بها هو المدخل الحقيقي لرفع راية الجامعة المغربية”.
وأضاف “أن جودة البحث العلمي لا تُقاس بنتائج جزئية أو حالات شاذة، بل تخضع لتقييم المختصين والمقارنة مع أبحاث إقليمية ودولية وفق معايير علمية دقيقة”، مؤكدا أن “صدور أحكام إيجابية من اللجان العلمية يعني أننا أمام بحث رصين وباحث متميز بين أقرانه”.
وأبرز المتحدث أن “دور الأستاذ المؤطر يبقى محوريا في كل مسار البحث”، من خلال مواكبته للطالب ومتابعة تطور عمله وأساليب اشتغاله وقدرته على التحليل والاستنتاج”. موردا أن “طبيعة الأسئلة الموجهة للباحث تسهم في تقليص فرص الغش والانتحال وتدفعه إلى التركيز على مشروعه العلمي الحقيقي”.
وأشار المصدر إلى أن “موضوع البحث نفسه قد يكون عاملا في تبديد الشكوك حول مصداقية الطالب”، مبرزا أن “العلاقة بين الأستاذ المؤطر والطالب يجب أن تظل علاقة تربوية وأكاديمية قائمة على الاحترام والثقة والمسؤولية”.
وأكد الدرويش على أن “الجامعة المغربية “حينما تتبنى التأطير الجاد والعلاقة التربوية النزيهة، فإنها تضمن إنتاج أبحاث علمية ذات جودة عالية ومصداقية لا يأتيها الشك من أمامها ولا من خلفها”.