لماذا وإلى أين ؟

مجلس المنافسة: انخفاض أسعار استيراد المحروقات لم ينعكس على المستهلك

سجلت شركات توزيع الغازوال والبنزين التسع الكبرى بالمغرب مستويات مرتفعة من الأرباح الخام خلال الربع الثاني من سنة 2025، مع استمرار هيمنتها على جميع حلقات السوق، حيث بلغت وارداتها الإجمالية نحو 1,72 مليون طن بقيمة مالية بلغت 10,93 مليار درهم، منها 1,38 مليون طن استحوذت عليها الشركات التسع، أي بنسبة 81 في المائة من الحجم و80 في المائة من القيمة.

وحافظت الشركات التي سبق أن كانت موضوع عقوبات فرضها مجلس المنافسة، على متوسط هامش ربح بلغ 1,17 درهم للتر للغازوال و1,83 درهم للتر للبنزين، وهو ما يعادل أرباحا خاما تقارب ملياري درهم خلال ثلاثة أشهر، ما يعكس قوتها المالية الكبيرة رغم انخفاض الأسعار الدولية.

ووفق تقرير حديث لمجلس المنافسة، انخفضت تكلفة شراء الغازوال بنحو 0,98 درهم للتر، بينما لم يتراجع سعر البيع بالمضخة إلا بـ0,47 درهم، فيما تراجعت تكلفة شراء البنزين بـ0,61 درهم مقابل تراجع سعر البيع بـ0,32 درهم فقط، ما أبرز أن الانخفاض الدولي لم ينعكس بالكامل على المستهلك النهائي.

وحققت الشركات مبيعات تجاوزت 1,88 مليار لتر من الغازوال والبنزين، بارتفاع 3,8 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، واستحوذت الغازوال على 85 في المائة من الحجم و82 في المائة من القيمة، وهيمنت الشركات التسع الكبرى على التوزيع عبر شبكة محطات الخدمة التي بلغت 2,562 محطة من أصل 3,617 محطة على الصعيد الوطني، أي ما يعادل 71 في المائة.

وبلغت قدرات التخزين للشركات التسع 1,27 مليون طن من إجمالي الطاقة الوطنية البالغة 1,57 مليون طن، ما منحها قدرة إضافية للتحكم في العرض، مساهمة بما مجموعه 5,81 مليار درهم من المداخيل الضريبية، موزعة بين 4,45 مليار درهم من الضريبة الداخلية على الاستهلاك و1,36 مليار درهم من الضريبة على القيمة المضافة، من أصل 7,17 مليار درهم إجمالية للسوق.

وخلال الفترة الأخيرة، انخفضت أسعار المحروقات في السوق الدولية، حيث تراجع سعر الغازوال من 5,61 درهم للتر في بداية أبريل إلى 5,05 درهم في يونيو، وسعر البنزين من 5,36 درهم للتر إلى 5,10 درهم، فيما بلغ متوسط الأسعار الدولية لكليهما 5,14 درهم للتر. أما متوسط سعر البيع في المضخة فاستقر عند 10,83 درهم للتر للغازوال و12,92 درهم للتر للبنزين.

وأظهرت هذه المعطيات، التي كشفها مجلس المنافسة، أن الشركات لم تكتف بالتحكم في الاستيراد والتخزين والتوزيع، بل استفادت أيضا من هوامش ربح مرتفعة، مما وضعها في موقع قوة يمكنها من مراكمة أرباح ضخمة رغم الظرفية الاقتصادية الصعبة، وهو ما فسر الانتقادات الحادة الموجهة إليها من الرأي العام والفاعلين الاقتصاديين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
17 نوفمبر 2025 18:51

المحروقات لا تعني فقط من يتزود بها في المحطات، بل ترتبط بشكل غير مباشر بقوت المواطن وبالاسعار، والابقاء على ثمنها المرتفع جريمة ارتكبتها هذه الحكومة في حق المواطنين، و الحد من المضاربة في تمنها كفيل بتخفيض الاسعار في جل المواد.

ملاحظ
المعلق(ة)
17 نوفمبر 2025 14:18

انا جوج مؤسسات كي يبان لي ما عندهم حتى دور، مجلس المنافسة و أونصا، كثرة التقارير و البلاغات على لا شيء ، فقدنا الثقة في هاد جوج

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x