2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
ما دلالات حصول المغرب على صفقة صيانة رادارات F-16 الأمريكية في ظل قرب “سوخوي” من الجزائر؟ (خبير يُجيب)
منحت وزارة الدفاع الأمريكية عقدا لشركة نورثروب غرومان بقيمة 303.6 مليون دولار لتقديم خدمات صيانة وإعادة تأهيل مكونات الرادارات لطائرات F-16، ويعد المغرب البلد الإفريقي الوحيد المستفيد من هذا العقد إلى جانب سبع دول أخرى تشمل البحرين وبلغاريا واليونان وكوريا الجنوبية وسلوفاكيا وتايوان والأردن.
ويشمل الاتفاق حسب النشرة “صيانة الرادارات الخاصة بأساطيل هذه الطائرات، في خطوة تعكس دور المغرب المتعاظم في منظومة تشغيل هذا الطراز على المستوى الدولي”.
الجدير بالذكر أن هذا المستجد يأتي في ظل تحدث تقارير صحفية، عن قرب حصول الجارة الشرقية الجزائر على طائرات سوخوي 57 الشبحية، والتي تُصنف ضمن الجيل الخامس من المقاتلات الحربية
محمد الطيار، المحلل الأمني والباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، اعتبر أن “منح وزارة الدفاع الأمريكية عقدا لشركة نورثروب غرومان لصيانة مكوّنات رادارات طائرات F-16 المغرببة، يُشير إلى تعزيز ثقة واشنطن في الرباط كشريك استراتيجي، وإلى دعم طويل الأمد لقدرات القوات الجوية المغربية عبر رفع جاهزية أسطولها وتحديثه بأنظمة رادار متطورة من نوع AESA”.
وفيما يخص التقارير التي تتحدث عن اقتناء الجزائر لطائرات سوخوي 57 الروسية من الجيل الخامس، يرى الطيار أن “هذه الخطوة تظل محفوفة بتحديات تشغيلية ولوجستية كبيرة نظرا لصعوبة صيانة هذه الطائرات واعتمادها الكامل على روسيا فقط في ظل محدودية تصنيعها عالميا، ففي الوقت الذي يركز فيه المغرب على التحديث المستمر والجاهزية العالية عبر شراكات غربية مستقرة، تراهن الجزائر على قفزة تكنولوجية غير مضمونة التنفيذ بالكامل، ما يجعل الفجوة الحقيقية بين البلدين تتحدد ليس فقط بنوعية الطائرات، بل بقدرة كل طرف على ضمان صيانتها وتشغيلها بكفاءة واستدامة”.
وأضاف ذات المتحدث في تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، أنه “فضلا عن ذلك,”يأتي في ظل برودة العلاقات الروسية–الجزائرية وتراجع مستوى التنسيق العسكري بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة، حيث ازدادت حدة أزمة قطع الغيار والصيانة داخل الجيش الجزائري، خصوصا بعد انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية وتركيزها على دعم جبهتها الداخلية وتسليح قواتها، ما نتج عنه تقليص قدرة موسكو على تزويد زبنائها التقليديين”.
“امتلاك طائرة متقدمة لا يساوي شيئا دون منظومة صيانة فعالة وولوج دائم لقطع الغيار، في المقابل، يستفيد المغرب من منظومة لوجستية غربية مستقرة، كما يؤكد ذلك العقد الأمريكي الأخير لصيانة رادارات F-16، ما يمنحه تفوقا نوعيا قائما على الجاهزية والاستمرارية ولا يقتصر فقط على نوعية السلاح”، يُضيف الخبير في القضايا الأمنية والاستراتيجية.