2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في أعقاب الفاجعة الأليمة التي هزّت مدينة فاس بسبب انهيار بنايتين وخلفت ضحايا، عادت حوادث مماثلة لتدق ناقوس الخطر من جديد، بعدما شهدت مدينتا العرائش وتطوان والدار البيضاء، في ظرف أقل من 24 ساعة، انهيار منازل داخل الأحياء القديمة، في مشهد يعكس خطورة وضع المباني الآيلة للسقوط.
خلال صباح اليوم، عرف حي يحيى الطلعة – السانية بمدينة تطوان انهيار منزلين غير مأهولين، دون تسجيل خسائر بشرية، وهو ما حالف فيه الحظ السكان والمارة. وقد انتقلت السلطات المحلية ومصالح الأمن والوقاية المدنية بسرعة إلى مكان الحادث، حيث جرى تطويق الموقع وفتح تحقيق لتحديد أسباب وملابسات الانهيار.

وصباح اليوم الخميس أيضا، استفاقت المدينة القديمة بالدار البيضاء، على وقع انهيار مفاجئ لمنزل بزنقة المقبرة اليهودية، ما أثار حالة من الهلع واستدعى استنفارا فوريا للسلطات والوقاية المدنية، حيث أسفر الحادث عن إصابة امرأة وحفيدها جرى إنقاذهما من تحت الأنقاض ونقلهما إلى مستشفى مولاي يوسف لتلقي الإسعافات، فيما تم تطويق المكان وفتح تحقيق لتحديد أسباب الانهيار، في سياق استنفار متواصل تشهده سلطات جهة الدار البيضاء-سطات عقب فاجعة فاس، تحسبا لمخاطر المباني الهشة.
وقبل ذلك بساعات، اهتزت المدينة القديمة بالعرائش، مساء أمس الأربعاء، على وقع انهيار منزل مهجور مصنف ضمن البنايات الخطرة، في حادث أعاد إلى الواجهة إشكالية الإهمال وتأخر التدخل، خاصة أنه أيضا يأتي بعد أيام قليلة فقط من فاجعة فاس التي لا تزال جراحها مفتوحة.

وحسب معطيات محلية، فإن المنزل المنهار بالعرائش كان معروفا بخطورته، بعدما سبق أن شهد تساقط أجزاء من جدرانه وأعمدته في أكثر من مناسبة، دون أن تترجم التحذيرات إلى إجراءات عملية، رغم قربه من مسلك حيوي يعرف حركة مكثفة للمواطنين والزوار.
هذه الوقائع المتكررة تطرح، مجددا، أسئلة حارقة حول نجاعة تدبير ملف المباني الآيلة للسقوط بالمدن العتيقة وغيرها، وحول مدى تفعيل التقارير التقنية التي تبقى في كثير من الأحيان دون أثر ملموس، في غياب تدخلات استباقية تحمي الأرواح وتمنع الكوارث.
وأمام هذا الوضع المقلق، يتصاعد صوت الرأي العام المطالب بتحديد المسؤوليات وتسريع عمليات الهدم أو الترميم، ووضع حد لسياسة الانتظار، قبل أن تتحول هذه المنازل والدور، بما تحمله من إرث تاريخي وسكاني، إلى قنابل موقوتة تهدد سلامة المواطنين يوما بعد آخر.


