2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في ظل اتساع رقعة احتجاجات الفلاحين في عدد من الدول الأوروبية، تتصاعد المخاوف من انعكاساتها المحتملة على سلاسل التوريد والنقل، وما إذا كانت هذه الاضطرابات مرشحة للتأثير على النقالين والفلاحين والمصدرين المغاربة، خاصة مع ارتباط جزء مهم من الصادرات الفلاحية المغربية بالسوق الأوروبية.
وجوابا على سؤال حول إمكانية تأثر المغرب بهذه الاحتجاجات، قلل رئيس الفيدرالية المغربية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه، الحسين أضرضور، من المخاوف، مؤكدا أن الوضع، إلى حدود الساعة، “لا يدعو للقلق”.
وقال أضرضور، ضمن تصريح لجريدة “آشكاين” الإخبارية، “بالنسبة للنقالين المغاربة ينطبق عليهم ما ينطبق على أصحاب الشاحنات العاملين في أوروبا”، مشيرا إلى أن “المهنيين المغاربة راكموا تجربة في التعامل مع مثل هذه الأوضاع”.
وأكد أضرضور أن الناقلين المغاربة “يتعاملون مع الوضع والاحتجاجات في أوروبا بذكاء ويتجنبون المناطق التي تشهد الاحتجاج والتوترات”، ما يسمح باستمرار حركة النقل دون تسجيل اضطرابات كبيرة في سلاسل التصدير.
وبحسب المتحدث ذاته، فإن الخطر الحقيقي لا يكمن في الاحتجاجات المتفرقة داخل الدول الأوروبية، بل في إمكانية انتقالها إلى نقاط العبور الحيوية.
ونبه أضرضور في هذا السياق أن “ما يمكن أن يؤثر فعليا وبشكل واضح على المغاربة هو الاحتجاجات التي تشهدها المنافذ الحدودية مثل الخزيرات”، قبل أن يضيف أن هذه المناطق “لا تشهد أي احتجاج” في الوقت الراهن.
وشدد رئيس الفيدرالية على أن المهنيين المغاربة باتوا يتقنون تدبير تحركاتهم في سياق أوروبي متقلب، قائلا إن “المغاربة يعرفون كيف يدبرون تحركاتهم”، وهو ما يفسر غياب أي تأثير مباشر على النشاط التصديري.
وأفاد أضرضور أنه “لحد الساعة ليس هناك أي تأثير يذكر على الناقلين والفلاحين والمصدرين المغاربة”، مضيفا أن “الأمور تسير بشكل طبيعي”، رغم الأجواء المشحونة التي تعرفها الساحة الأوروبية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تحولت فيه احتجاجات الفلاحين في أوروبا من تحركات مطلبية محلية إلى عامل ضغط سياسي واقتصادي على مؤسسات الاتحاد الأوروبي، بلغ حد تعطيل توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل “ميركوسور”، بعد أكثر من 26 سنة من المفاوضات.
وأظهرت التطورات الأخيرة أن احتجاجات الفلاحين في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا باتت قادرة على شل طرق رئيسية وإرباك القرار الأوروبي، وسط مخاوف من فتح السوق أمام منتجات زراعية منخفضة الكلفة قادمة من أميركا الجنوبية، وهو ما تعتبره النقابات الفلاحية الأوروبية “منافسة غير عادلة”.
ورغم هذا السياق المتوتر، يرى الفاعلون المغاربة أن انعكاساته تبقى محدودة على المغرب في المرحلة الحالية، خاصة مع استقرار الأوضاع في المعابر الحدودية الحيوية، واستمرار الطلب الأوروبي على المنتجات الفلاحية المغربية.
وأشار أضرضور في هذا الصدد إلى أن السوق الأوروبية تدخل مرحلة موسمية تعرف تراجعا نسبيا في الطلب، موضحا أنه “نحن مقبلين على مناسبات الأعياد في أوروبا، وخلالها ينقص الطلب قليلا”، وهو عامل طبيعي لا يرتبط مباشرة بالاحتجاجات.