2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
في خطوة جديدة لإعادة الاعتبار لأحد أبرز المعالم الثقافية بمدينة طنجة، رُصد غلاف مالي يناهز مليار سنتيم من أجل الشروع في الشرط الثاني من أشغال ترميم وتأهيل مسرح سيرفانتيس التاريخي، بعد سنوات من تسلمه من قبل السلطات المغربية من نظيرتها الإسبانية، في إطار الحفاظ على الذاكرة المعمارية المشتركة بين البلدين.
وحسب الوثائق التي تتوفر عليها “آشكاين”، فقد أُطلق طلب عروض خاص بإنجاز الشطر الثاني من مشروع الترميم، بكلفة تقديرية حُددت في 9 ملايين و749 ألفا و740 درهما، مع تحديد مبلغ الضمان المؤقت في 140 ألف درهم، وذلك في أفق إعادة الاعتبار لهذا الصرح الثقافي الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1913.

ويُعد مسرح سيرفانتيس من أبرز المعالم التاريخية بمدينة طنجة، إذ شُيّد على يد المهندس الإسباني دييغو خيمينيز أرمسترونغ، واستُخدمت في بنائه مواد مستوردة من إسبانيا، كما زُيّن بلمسات فنية بارزة من بينها جداريات للفنان فيديريكو ريبيرا بوساطو، ونُحتت واجهته الخارجية على يد الفنان الأندلسي كانديدو ماتا كانياماكي، ليصبح آنذاك أكبر مسرح في شمال إفريقيا بطاقة استيعابية تناهز 920 مقعداً.
وفي الشقّ التقني، تُبرز الوثائق أن أشغال الترميم ستُنجز وفق دفتر تحملات دقيق يهم بالأساس ترميم العناصر الأصلية للمبنى دون المساس بهويته المعمارية، حيث تشمل الأشغال ترميم الخشبة، وتحت الخشبة، والشبك العلوي (Le Gril)، إلى جانب ترميم القاعة الرئيسية، والمقصورات السفلية والعلوية، وأرضيات القاعة، ومعالجة البنية الخشبية والهيكلية للمسرح.

كما تتضمن العملية إعادة تأهيل الفضاءات التقنية المرتبطة بالعروض، من تجهيزات الإضاءة والصوت والسينوغرافيا، فضلاً عن معالجة العناصر الزخرفية والفنية وفق المعايير المعتمدة في ترميم المعالم التاريخية، وبما يضمن احترام المواد الأصلية وتقنيات البناء المعتمدة عند تشييد المسرح سنة 1913.
وتجدر الإشارة إلى أن عمليات ترميم المسرح انطلقت قبل أشهر، حيث رصدت لها ميزانية تبلغ مليارين ونصف مبدأيا، قبل إطلاق الصفقة الجديدة من أجل إتمام عملية الترميم التي يرتقب أن تنتهي خلال السنة القادمة.

