2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تشهد منطقة الغرب حالة استنفار واسعة، عقب الارتفاع المقلق في منسوب عدد من الأنهار، وسط مخاوف جدية من تكرار سيناريو فيضانات سنة 2010، التي خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة بالمنطقة.
وفي إقليم سيدي قاسم، شرعت السلطات في إخلاء عدد من الدواوير، من ضمنها دوار الشبانات، بعد تسجيل ارتفاع ملحوظ في منسوب واد الردم، الذي يمر عبر الإقليم.

وجرى أيضا، وفق مصادر محلية، إخلاء دوار آخر بمنطقة زيرارة، يقع عند مدخل مدينة سيدي قاسم من جهة سيدي سليمان، في إطار إجراءات احترازية لتفادي أي طارئ.
وسبق للمياه أن فاضت، قبل يومين، على أحد الدواوير بالإقليم، ما أدى إلى غرق عدد من المنازل، ودق ناقوس الخطر لدى الساكنة والسلطات المحلية.

وبمدينة سيدي يحيى، عقد باشا المدينة اجتماعات تنسيقية مع مصالح الوقاية المدنية والقوات المساعدة، بتعليمات من عامل الإقليم، في ظل مخاوف من فيضان نهر تيفلت بعد الارتفاع المسجل في منسوب مياهه.
وأشرفت لجنة اليقظة، التي تم تشكيلها مؤخرا، على عملية تحذير ساكنة عدد من المناطق المهددة، حيث تمت دعوتهم إلى اتباع الإرشادات وتوخي الحيطة والحذر.

أما بسيدي سليمان، فقد قام عامل الإقليم بزيارة ميدانية لعدد كبير من الدواوير بالجماعات القروية، حيث جرى تسخير الآليات الثقيلة والإشراف على عمليات إفراغ المياه المتجمعة بعدد من المناطق، من بينها دوار ارزازكة، للتخفيف من الضغط على البنية التحتية.
وفي السياق ذاته، باشرت السلطات عمليات إفراغ جزئي لبعض المياه المتجمعة بسد كنزرة، الواقع فوق مدينة سيدي سليمان والمتواجد على واد بهت، وذلك خلال الفترات التي تتوقف فيها التساقطات، بهدف التحكم في الصبيب وتقليص مخاطر الفيضانات.

وشملت جولات عامل الإقليم أيضا عددا من المناطق التابعة لجماعة أولاد بن حمادي، حيث تم الوقوف على وضعية الطرق والبنيات التحتية ونقاط تجمع مياه الأمطار، في إطار مراقبة استباقية للوضع الميداني.
وعلى مستوى المجال الحضري لمدينة سيدي سليمان تابع باشا المدينة، إلى حدود ساعات متأخرة من ليلة أمس الجمعة 26 دجنبر الجاري، عمل مجموعة من الفرق والآليات المخصصة لتفريغ المياه التي تجمعت بعدد من النقط السوداء بالمدينة، والمكلفة أيضا بتتبع وضعية المنازل الآيلة للسقوط.

وتستحضر هذه التطورات مخاوف حقيقية من تكرار فيضانات 2010، التي ضربت سهول الغرب وخلفت عشرات الضحايا، وأدت إلى انهيار منازل وتشريد عائلات بأكملها، إضافة إلى تدمير طرق ومنشآت حيوية وخسائر فادحة في المحاصيل الزراعية، بسبب أمطار غزيرة غير مسبوقة آنذاك.
