لماذا وإلى أين ؟

في دولة تحترم نفسها الحقاوي يجب أن ترحل

تتناقل وسائل الإعلام الدولية في العديد من المناسبات أخبارا عن مسؤولين حكوميين في البلدان التي تُصنف ضمن الدول الديمقراطية، قدموا استقالاتهم لأسباب قد تبدو بسيطة ولا تستحق كل ذلك الجدل المثار حولها، فبمجرد ما تحوم شبهات فساد أو تقصير في مهمة ما، حتى يقدم الوزير أو المسؤول المعني استقالته وينسحب مرفوع الرأس ويعرض نفسه على المساءلة سواء القضائية أو أمام البرلمان متحملا كامل مسؤولياته في ما حدث أو سيحدث.

لكن في بلادنا العكس هو الصحيح، فقد أكدت العديد من التجارب بأننا بعيدين كل البعد عن مصاف الدول المتقدمة أو على الأقل الديمقراطية منها، إذ رغم ما يتم تداوله بخصوص تورط مسؤول أو وزير في فضيحة ما، إلا أن هذا الأخير يرفض النسحاب ويفضل التشبث بمقعده المريح في مكتبه المريح، غير مبال بالضجة المُثارة من حوله.

هذا بالضبط ما تم تسجيله من خلال الوفاة الدراماتيكية لمعطل مكفوف إثر سقوطه من أعلى مبنى وزارة الأسرة والتضامن التي تسيرها الوزير بسيمة الحقاوي القيادية في حزب “العدالة والتنمية”، والتي لم تتوصل إلى أي حل يُرضي المعطلين المكفوفين الذين يخوضون اعتصاما مفتوحا بذات المبنى.

فبغض النظر عن الطريقة التي توفي بها المعطل المكفوف، إلا أن مسؤولية الحقاوي قائمة بأي حال من الأحوال، بعد أن طالت احتجاجات المعطلين المكفوفين على مدى عدة سنوات خاضوا خلالها العديد من الأشكال الاحتجاجية وأبرزها التهديد بالانتحار من سطح الوزارة وكذا التهديد بحرق ذواتهم …

فمن المؤكد أن هذه الحادثة لو وقعت في دولة ديمقراطية تحترم نفسها، كفرنسا أو بلجيكا أو هولندا أو بريطانيا فإن الوزير المعني بالقطاع لن يتردد ولو دقيقة واحدة في تقديم استقالته، احتراما لشخصه واعترافا منه على تقصيره في أداء واجبه الوطني ومهامه الحكومية.

وحتى إذا لم تُقدم الحقاوي استقالتها، فمن الواجب على رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أن يقترح إعفاءها من مهاهما على الملك محمد السادس، خاصة وأن جميع المعطيات تفيد بكونها “متورطة سياسيا” في هذه الوفاة المأساوية رغم حديث عن كون الحادث “عرضي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Aziz
المعلق(ة)
9 أكتوبر 2018 08:53

في دولة ديكتاتورية لا يستطيع وزير أن يقدم استقالته إلا إذا أمره ولي نعمته
في دولة ديكتاتورية متخلفة الوزراء هم عبارة عن وصوليون انتهازيون جوعى، لن يقدموا استقالتهم ولو هلك نصف المجتمع
في دولة ديكتاتورية متخلفة ورجعية وزراؤها عبارة عن خفافيش ظلام يضحون بعرضهم ودينهم في سبيل الحفاظ على الكرسي.

Ali
المعلق(ة)
8 أكتوبر 2018 22:56

في دولة تحترم نفسها الحقاوي يجب أن تُحاكَم…

هذه السيدة مسؤولة عما حدث فهي مَن أمر بقطع المؤونة عن المعتصمين بسطح مقر الوزارة وغالبيتهم ذوو إعاقة ومرض مزمن كالسكري مما جعلهم يدخلون في حالة تخبط، وهي مَن أمرت بقطع التيار الكهربائي عنهم وهي تعلم علم اليقين أن إعاقة جلهم بصرية وتعلم بوجود فوهة تتوسط السطح من غير نظام تأمين يمنع السقوط من خلالها…

هذه السيدة مرت من مرحلة التحقير الشفهي للمغاربة إلى طور تعريض المواطن للموت.

قبح الله بريق كراسي النفاق وعمى عبدة المنصب: ” إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ”

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x