لماذا وإلى أين ؟

هذه “حكومة مع الأسف”

خلال السنوات القليلة الماضية، شهد المغرب حوادث مأساوية لها علاقة باحتجاجات أو بمشاكل اقتصادية تهم الشعب، غير أن رد فعل الحكومة كان صادما جدا، خاصة عندما يتعلق الأمر بوفاة مواطن مغربي.

بداية مع حراك الريف، فخلال مسيرة 20 يوليوز من سنة 2017، شهدت مدينة الحسيمة مسيرة احتجاجية عارمة، عرفت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، مما أدى إلى وقوع إصابات خطيرة أبرزها حادثة وفاة النشاط عماد العتابي، الذي توفي فيما بعد إثر تدخل القوات العمومية.

وبعد أن تم تخوين المتظاهرين من طرف الأغلبية الحكومية، عاد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ليعبر عن “أسفه” للأحداث التي شهدتها المسيرة الاحتجاجية، خاصة بعد الإصابة الخطيرة التي تلقاها العتابي على مستوى رأسه والتي استوجبت نقله إلى غرفة الانعاش لمدة طويلة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.

قبل أيام توفيت الطالبة التطوانية حياة بلقاسم، التي كانت على متن زورق للهجرة السرية، وذلك خلال مطاردة البحرية المغربية لهذا الأخير، قبل أن تقدم على إطلاق النار مما أدى إلى مقتل حياة وجرح عدد من مرافقيها على متن الزورق، والعثماني مرة أخرى، اعتبر أن الحادث أمر “مؤسف” و”مؤلم”.

ويوم أمس الأحد 7 شتنبر، أي مباشرة بعد وفاة معطل مكفوف إثر سقوطه من أعلى مبنى وزارة الأسرة والتضامن، لم تكلف الوزيرة المعنية بالقطاع والقيادية في حزب “البيجيدي” بسيمة الحقاوي، نفسها سوى التعبير عن أسفها للحادث المأساوي، حيث استهلت بلاغها بعيارة “مع بالغ الأسى”، وهو تعبير لا يختلف كثيرا عما عبر عنه العثماني في مناسبات عديدة.

وتأكد من خلال العديد من التجارب سواء المذكورة أعلاه أو تلك التي لا يسع ذِكرها نظرا لكثرة مثل هذه الحوادث المأساوية، أن حكومة العماني هي “حكومة مع الأسف”، إذ أن التعبير عن الأسف عندها هو قمة الاحترام للمواطن المغرب وللأرواح التي تُزهق خلال العديد من المناسبات، كما أن التعبير عن الأسف لدى حكومة العثماني هو بمثابة حل لجميع المشاكل العالقة.

ومع كامل الأسف فهذه حكومة مع الأسف…

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x