لوديسك: مافيا وراء”فاجعة بوقنادل”

كشف تحقيق جديد أجرته “لوديسك” المغربية عن معطيات مثيرة وخطيرة بشأن الحوادث التي تتسبب فيها القطارات، وبالخصوص “فاجعة بولقنادل” التي هزت المغاربة وراح ضحيتها 7 أشخاص وجرح أزيد من 100 شخص بداية الأسبوع الجاري.

وفي تفاصيل القضية كشفت الصحيفة أن صفقات الصيانة التي يطلقها المكتب الوطني للسكك الحديدية، تتحكم فيها مافيا وتسيطر عليها كلما طرح المكتب أي مشروع لصيانة السكك، وهو العامل الأساسي الذي يساهم في تدهور القطاع السككي في المغرب، حيث أن جميع الاستثمارات التي يطلقها المكتب يوجهها لمشروع “التيجفي” الضخم، في حين أهمل في السنوات الأخيرة تحسين وضعية السكك الحديدية العادية.

وتضيف الصحيفة أن المشروع أخذ كافة الموارد البشرية المتوفرة لدى المكتب، ما حدا بتدهور وضعيات القطارات، وصيانتها التي تتسبب في التأخر وعدم رضا المسافرين في كل مرة.

وكشف التحقيق أيضا عن معطيات خطيرة بشأن حادث بوقنادل الذي قال إنه ليس سوى نتيجة للحالة العامة التي يعرفها نظام الصيانة ومعالجة الأعطاب المعمول به، ‎

وأشارت الصحيفة أن الصيانة تغيب بشكل تام في قطارات المكتب، فالتقنيون ورؤساء المراكز مجبرون على القول في تقاريرهم بأن حالة القطارات مرضية، فهم يتفادون الإشارة إلى وجود أعطاب مخافة التوبيخيات، حيث أصبح هذا الأمر عرفا بالمكتب الوطني للسكك الحديدية،” تقول الصحيفة.

وأوردت ذات الصحيفة، أن جانبا كبيرا من عقود المناولة والصيانة والتشوير، تفوت لأشخاص لهم ارتباطات بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث تم خلق مجموعات مصالح عن طريق مقاولات صغرى ومتوسطة تتكون من أطر سابقة من السككيين أو من أقارب لأطر بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، إذ يتقاسمون الصفقات فيما بينهم، “هذا ما يشكل دائرة بين يدي المافيا”، ما يجعل كل إمكانيات المراقبة الحقيقية تبوء بالفشل بسبب هذه العلاقات،

المثير فيما توصل إليه التحقيق المذكور أن شركة تعمل في صيانة السكك الحديدية لصالح المكتب الوطني للسكك الحديدية، كشفت حالة مماثلة للعطب الذي حدث في “بوقنادل”، يتواجد على مستوى مخرج مدينة الصخيرات حيث تم رصده هناك ولم يتم أخذ أي إجراء لإصلاحه،  إلى حد الآن على اعتبار أن هذه الخلل هو نفس الخلل الذي تسبب في فاجعة “بوقنادل”، وهو الذي كشفته تسريبات صوتية للعاملين في المكتب.”

وكانت “آشكاين” قد تناولت الأسباب التي يروج أنها تسببت في “فاجعة بولقنادل”، حيث كشفت تسريبات صوتية لتقنيين عاملين بالمكتب، أنهم كانوا قد نبهوا إلى وجود أعطاب تقنية بالمقطع السككي الرابط بين الرباط والقنيطرة على مستوى بوقنادل قبل وقوع الحادث، حيث يشير التقنيون حسب ذات التسريبات إلى غياب تشوير للتخفيف من السرعة، بالإضافة إلى وجود خلل على مستوى “منطقة الإبرة aiguille ” كانوا قد نبهوا إليه سابقا، ولم تتم معالجته.