سابقة..البوليساريو تطالب الإتحاد الأوروبي بـ240 مليون يورو

في سابقة من نوعها، يشهدها النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، طالبت جبهة البوليساريو الإنفصالية، من الاتحاد الأوروبي تعويضا قيمته 240 مليون يورو عن صادرات المغرب من صحرائه الى الأسواق الأوروبية، معلنة عن عزمها ملاحقة الشركات المستثمرة في قطاع الصيد البحري والمنتوجات الزراعية وكذا الشركات التي تستورد الرمال من الصحراء نحو جزر الكناري الإسبانية.

وقال ممثل جبهة البوليساريو الإنفصالية لدى الاتحاد الأوروبي، محمد سيداتي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية “أوروبا برس”، إن مطالبه تأتي بسبب ما وصفه “استغلال الأوروبيين لسنوات طوال خيرات منطقة متنازع عليها خاصة الثروة السمكية بحكم توقيع الاتحاد اتفاقيات صيد بحري متتالية مع المغرب”. معتبرا في الوقت ذاته، أن “مبلغ 240 مليون يورو ليس بالكثير مقارنة مع الخسائر في الموارد الطبيعية والبيئية، نافيا تهديد “جبهة البوليساريو الإنفصالية”، لمصالح الأوروبيين في الصيد البحري، لكنه في المقابل، لوح بملاحقة جنائية ضد مسؤولين أوروبيين لترخيصهم اتفاقيات تتناقض والقوانين الدُّولية.

وتسعى البولساريو ومعها الجزائر، بهذه الخطوة، إلى التضييق على العلاقات المغربية الأوروبية، التي تمر بأزمة بسبب هذه الملفات فقد بدأت “البوليساريو” منذ سنوات أمام المحاكم الأوروبية والبرلمان الأوروبي بالتشكيك في قانونية الاتفاقيات، معتمدة على قرارات أممية تعتبر الصحراء منطقة لم تحسم سيادتها، وبالتالي لا يمكن استغلال مواردها الطبيعية بشكل عادي.

ويستند الإنفصاليون على قرارات المحكمة الأوروبية التي رفضت ضم منتوجات الصحراء المغربية الى الاتفاقيات الاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وآخرها رأي محامي الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر الاتفاقية غير قانونية، وستصدر المحكمة رأيها يوم 27 من شهر فبراير الجاري.

وتتزامن مبادرة جبهة البوليساريو مع مساعي السلام التي يقوم بها المبعوث الشخصي الجديد في ملف الصحراء هورست كوهلر الذي اجتمع منذ أيام مع البوليساريو في برلين، ويجهل هل اجتمع مع الوفد المغربي أم لا. ومن شأن مبادرات البوليساريو إضافة التوتر الى المباحثات الحالية.