2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
حمودي: المغاربة أصبحوا ينتزعون الديمقراطية بأيديهم

قال الأنثروبولوجي المغربي والأستاذ في جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية، عبد الله حمودي،: إذا كانت الديمقراطية بالمغرب قد تضاءلت فهذا لا يعني أن محاولات اكتساب ديمقراطية من طرف شرائح شعبية كبيرة غير موجود، بالعكس هي موجودة وبقوة”، مضيفا أنه “يمكن القول بأنه بعدما لم تعد المؤسسات ديمقراطية المواطنين رجالا ونساء كأنهم ينتزعون مساحات من الديمقراطية بأيديهم، وهذا الآن شيء مقلق، وهو ما تحاول المقاربة الأمنية الحد منه.
وإعتبر الحمودي، في حوار له مع جريدة “القدس العربي”، أنه لا يبرر رفع مطلب إسقاط الجنسية، الذي ردده شرائح كبيرة من الشباب افتقدت الأمل، وزاد أنه “إذا انتبهنا لهذه التظاهرات التي ترددت فيها تلك الشعارات وإلى ظاهرة الحراكة “الهجرة السرية” يمكن أيضا استحضار المرأة التي حصل شيء لابنتها ولم يكن الحكم عادلا وكانت تتحدث بغضب شديد وتنتقد السلطات وغيرها. فهذه مظاهر عدم رضا مكثفة وجديدة فيها جرأة زيادة وليس فيها خوف”.
وأردف العالم الأنثروبولوجي، أن هناك ظاهرة أخرى يجب الانتباه إليها، موضحا أن “الأمن الوطني أو الدوائر الإدارية والسياسية أصبحت تخاف من مقابلات كرة القدم، لأن في هذه المقابلات أصبحت الشعارات التي تكون في المسيرات أو في بعض الاحتجاجات تتردد في ملاعب كرة القدم”، معتبرا ذلك بأنه “ترحيل لشعارات الاحتجاجات كيفما كانت اقتصادية أو على أشخاص ماتوا في البحر أو الطالبة التي توفيت إثر إطلاق الرصاص على القارب”.
وأجاب الحمودي على سؤال محاوره، حول ما إن كانت هناك آذان صاغية من قبل السلطة لهذه الأشكال الاحتجاجية الجديدة”، قائلا: “لا يمكن الحكم إذا ما كان هناك إصغاء أم لا، لكن الإصغاء إذا كان هو معرفة ما يجري، لا شك أن هذه الاحتجاجات تصل المعلومة بشأنها، إلا أن المشكل لا يكمن فيما إذا وصل الخبر – إلى الدوائر العليا – أم لم يصل، بل المشكل في الحلول”.
وتابع المتحدث: “الحلول المقترحة يمكن أن أقول أنها تدخل في إطار تم تجاوزه، لم تعد لديه مفعولية. مبرزا أنه “منذ سنين نتحدث عن التكوين المهني، ومرت سنون وسنون وتجارب وتجارب، ماذا أعطت من نتيجة؟ هل هناك معجزة ستُخلَق؟ التكوين المهني سيكون ناجعا إذا كانت البلاد في طور الإقلاع الاقتصادي وكانت هناك صرامة قانونية والصرامة في الامتحانات لولوج الطلبة، وكان الطلبة والطالبات يعرفون أنهم إذا ولجوا التكوين المهني سيخرجون بشهادة وبعد ذلك سيعثرون على شغل وسيتحسن وضعهم، حتى ولو كانوا غير راضين تماما وكانت هناك فروق طبقية وحتى ولو أن أبناء الفقراء يعرفون أنهم هم الذين يدفعونهم إلى التكوين المهني إذا كانت هناك جدية سيقبلون ويكون القطاع قاطرة توفر الشغل”.
وإستدرك الحمودي حديثه: “لكن الإقلاع الاقتصادي غير موجود والتركيبة الاقتصادية هي نفسها والخطاب السائد يقول الآن بأن نموذج التنمية أظهر محدوديته أو فشله وبعد ذلك عندما تأتي إلى ما هو مقترح نجد أن الحلول قديمة”، مضيفا أن هناك إصغاء ولكن إذا كان النموذج جديدا ينبغي أن تكون حتى الوسائل والمقترحات جديدة. ومع الأسف أنا لا أرى أن المقترحات فيها أشياء جديدة، بل بالعكس نعود إلى سنين السبعينات حينما كان يقال بأن الفلاحة هي الأولوية”.