2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
التيجيني: الاحتجاجات التلاميذية فضحت الحكومة، والبلاد في أزمة (حوار)

منذ إعلان الحكومة عن إصدار مرسوم يُبقي على الساعة التي كانت قد أضافتها للتوقيت القانوني للمغرب والرأي العام المغربي يغلي بسبب ما خلفه هذا القرار من سخط وتذمر لدى المواطنين؛ سواء بفعل ما الحقه بهم هذا القرار من أضرار أو للكيفية والسرعة التي تم اتخاذه بها.
هذا السخط والغليان تحول إلى احتجاجات ميدانية، كان أبرزها تلك التي خاضها الآلاف من التلاميذ عبر ربوع المملكة، للمطالبة بالتراجع عن هذا القرار.
الاحتجاجات التلاميذية لم تمر دون تسجيل بعض الإنفلاتات، وهو الشيء الذي استعملته بعض الجهات لتوجيه اتهامات للتلاميذ والتشكيك في أهدافها وخلفياتها.
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع استضافت “آشكاين” في فقرة “ضيف السبت”، الإعلامي الشهير محمد التيجيني.
بداية مرحبا بك سي التيجيني، وشكرا على قبولك دعوة “آشكاين”، لإجراء هذا الحوار.
بدوري أشكر “آشكاين” على هذه الدعوة من أجل مناقشة الموضوع الذي يشغل بال كل المغاربة.
كيف تقيم الاحتجاجات التلاميذية ضد الساعة الإضافية؟
أرى أنها احتجاجات إيجابية وتمت بشكل حضاري؛ باستثناء بعض التجاوزات المعزولة المرتكبة من طرف أقلية.
كما أرى أن هذه الاحتجاجات مفهومة، لكون التلاميذ متضررين من القرار الحكومي، وهي احتجاجات تعبر على أن الشباب واع ويمارس حقه الدستوري في الاحتجاج، لكون هذا الحق (الاحتجاج) ليس حكرا على فئة معينة، والتلاميذ هم مواطنين ورجال ونساء المستقبل.
كما لا يجب أن ننسى أن الدول المتقدمة التي سبقتنا للديمقراطية شكلت فيها احتجاجات الحركة التلاميذية والطلابية عنصرا أساسيا في البناء الديمقراطي.
من جهة أخرى، أتأسف لحصول بعض الحوادث خلال هذه الاحتجاجات؛ كحرق العلم أو بعض أحدث العنف، لكنها تبقى معزولة وهامشية مقارنة بحجم هذه التظاهرات التي عرفتها المملكة المغربية من شمالها إلى جنوبها، وأعتقد أنه لا يمكن الحكم على هذه الحركة الاحتجاجية انطلاقا من هذه الأحداث المعزولة.
ويجب ألا ننسى أن هؤلاء التلاميذ هم خريجو منظومة يجمع الكل على أنها فاشلة، فهم ليسوا بخريجي المعاهد العليا والجامعات الأمريكية والأوربية، فلا يمكننا إلا أن نكون متفائلين لهذا الشكل الحضاري من الاحتجاج في مجمله.
كيف ترى تعاطي بعض الهيئات الجمعوية والحزبية مع الاحتجاجات التلاميذية، خاصة وأن بعضها شكك في أهدافها وخلفياتها؟
أعتقد أنه مقابل حضارية الاحتجاجات التلاميذية، تعاطت معها بعض الأحزاب بطريقة جد سلبية للأسف، لأنها (الاحتجاجات) عرتهم، وأظهرت فشلهم وتراجع دورهم في تأطير الشباب والتأثير داخل المجتمع، فتم تجاوزهم من طرف التلاميذ.
فرغم الغليان الذي شهده الشارع والرأي العام المغربي حول موضوع الساعة؛ لم تستطع الحكومة ولا الهيئات الجمعوية والحزبية تقديم إجابة عن التساؤلات الموجهة لها من قبل المتضررين من هذا القرار، ومن بينهم طبعا التلاميذ الذين عروا باحتجاجاتهم على فشل الحكومة وضعفها على كل المستويات، فحاولت هذه الهيئات تشويه الاحتجاجات التلاميذية وتهميشها وإظهارها بأنها معزولة وفوضوية.
ولا أخفيك سرا، فأنا أتأسف على الكيفية التي تعاطت بها الحكومة مع احتجاجات التلاميذ، لأن تعاملها هذا لا يخدم الديمقراطية. فالتلاميذ عندما خرجوا للاحتجاج توجهوا نحو البرلمان والأكاديميات؛ مما يبين أنهم يثقون في مؤسسات الدولة، ففي الوقت الذي كان فيه على هذه الاخيرة التفاعل معهم إيجابيا، تعاملت معهم بشكل سلبي، وهمشتهم ونبذتهم، وفي بعض الأحيان تدخل الأمن لتفريقهم بالقوة، فما هي الرسالة التي تود الحكومة توجيهها للتلاميذ حينما تمنعهم من الاحتجاج أمام مؤسسات الدولة؟ هل تدفعهم للاحتجاج بالأحياء الشعبية وخارج المؤسسات الدستورية؟ هل هذه هي الرسالة التي تود إرسالها لهم؟ ولهذا قلت إن الكيفية التي تعاملت بها الحكومة جد سلبية ولا تخدم بناء الديمقراطية في المغرب.
ما هي في نظرك الحلول التي قد تشكل مخرجا من هذا الوضع؟
أعتقد أن الإشارات التي أعطتها الحكومة لحدود الآن، بخصوص موضوع الساعة أو غيرها، لا تؤهلها لأن تكون محاورا مسؤولا وجادا أمام الحركات الاجتماعية، وكل شيئ يظهر أن هناك أزمة مجتمعية سببها الأول هو عدم التفاعل الإيجابي للحكومة وعدم أهليتها لحل مجموعة من المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
نحن نعيش أزمة غير مسبوقة، تتجاوز إشكالية التوقيت والساعة، وكل المغاربة ينتظرون تدخل ملكي لانقاد الوطن من الورطة التي وضعتها فيها الحكومة، بما يساعد على إعادة تحريك الإقتصاد والتنمية في البلاد.
لا حياة لمن تنادي في ظل ورعاية مسؤول شعاره هو : نيني يا مومو….
قرار الساعة قرار فرنسي ولتجاوز هذا المشكل علينا أن نتحرر بداية من هذا الإستعمار
أعلم أنكم لن تنشروا هذا الكلام فهو لا يناسب هواكم