2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
هشام الوالي: مابغيناش أي فنان يمرض الدولة تصدق عليه (حوار)
يحل معنا في فقرة ضيف الأحد لهذا الأسبوع الممثل والمخرج الشاب هشام الوالي للحديث حول بعض القضايا الفنية التي تثير اهتمام المغاربة في الحقل الفني والثقافي.
كما سنتطرق مع المخرج والممثل الشاب إلى وضع الفنانين والفن بصفة عامة في المغرب، وسنعرج معه إلى بعض الإشكاليات التي تصادف الفنانين والمبدعين في المجال.
بداية مرحبا بك على جريدة “آشكاين”، مؤخرا أثرت الكثير من الجدل عندما تحدثت عن وضع الفنانين في المغرب وقلت إنه من العار ألا يجد الفنان من يعيله عندما تخونه صحته، ما هو تقييمك لوضع الفنانين في المغرب،؟ ولماذا خرجت بهذه الخلاصة ؟
بداية أشكركم جزيل الشكر على إتاحتنا هذه الفرصة، وكجواب عل سؤالك أنا أرفض التباكي وأرفض أن يقدم الفنان نفسه كضحية، لأن الفنان لديه صورة معينة لدى لجمهور يجب الحفاظ عليها، وأنا شخصيا جد قريب من ذاك الجيل الذي قدم الشيء الكثير للفن المغربي منهم، فاطمة ماهماه، والركراكي، وعبد الله العمراني وحمادي عمور وغيرهم الكثير ، وبالتالي فثقافة الاعتراف يجب أن ترسخ في مجتمعنا ..”والله إلى حرام نشوفو دوك الناس كيعانيو”.. فهم لا يطلبون الكماليات، هم يطلبون فقط الضروريات والاستشفاء والعيش الكريم، نحن لا نريد من الدولة أن تقدم “صدقات”، أو عندما يمرض أحدا يجب على الملك أن يتكلف به، لأنه لدينا مؤسسات وزارية ونقابة يجب أن تقوم بمهامها على أحسن وجه، يجب أن تعود للفنان حقوقه، في العالم كله هناك شيء يسمى حقوق البث وتعود على الفنان بمنافع كثيرة ، لكن في المغرب تغيب أو بالأحرى غير موجودة، ناهيك عن منع هذه الفئة من الاشتغال بمجرد ابتعادها عن الشاشة بسبب المرض ، مما يجعلنا نكون أمام وجوه واحدة تتكرر وتطل علينا كل مرة. وكأنها الوحيدة في المجال .
-مقاطعا- في نفس سياق حديثك لماذا تتكرر نفس الوجوه في نظرك خصوصا على الشاشة الصغيرة ؟
يجب على الدولة تحرير القطاع، لأنه مدام القطاع في يد الدولة، والمستشهرين يفرضون الوجوه التي تتكرر دائما ، سنكون اما نفس الوضع دائما، لأـن بعض الفنانين يكونون مرتبطون بعلامات تجارية ، هذه الأخيرة تفرضهم على الأعمال التي تدخل فيها كمستشهر، وبالتالي نكون أما معادلة صعبة جدا، والحل الوحيد فيها هو تحرير القطاع ، وبالتالي فإن جيل كله من الفنانين الكبار يتم تغييبه، إذا لاحظتم أن دور الأب والأم يتم تغييبه بشكل عمدي في الدراما المغربية.
في نفس السياق دائما.. لماذا يعاب كثيرا على هذه الاعمال التي تتكرر فيها الوجوه خلوها من المضمون أو يغيب فيها السناريو القوي ؟
صحيح …لأن المشكلة دائما متعلقة بالمستشهر والتليفيزيون المسؤول عن اختيار الأعمال، حيث يتم تقديم سيناريوهات مضمونها غني وذات قيمة فنية وتعبيرية كبيرة، لكن لا يتم قبولها، وأنا شخصيا قدمت أعمالا كثيرة فيها فنانين من طينة الكبار ومن الجيل الذي تحدثنا عنهم سابقا منهم فاطمة الركراكي، الهاشمي بنعمر، حمادي عمور ، ولكنه يتم رفضها في كل مرة لأن هناك شركات محتكرة للميدان، وتتعامل مع نفس الوجوه،..”هاد الناس مابغيناهومش يسعاو ولا نعاونوهوم ماديا،عطيهوم فقط حق الإشتغال..”، لو علمتم كم يتقاضى بعض الفنانين من هذا الجيل عن أدوار كبيرة قاموا بها ستصابون بالصدمة.
طيب هل لديك أعمال جديدة ؟
نعم لدي عمل تليفيزيوني مع القناة الثانية للمخرج عبد الرحيم مجد رفقة ثلة من الفنانين الكبار، منهم رشيد الوالي، وفاطمة وشاي ، ولدي مسرحية “طالب راغبا” أقوم بها بجولة وطنية في هذه الأيام، كما سيعرض لي فيلم وثائقي عن الشباب المبدع في المجال الفني على قناة الجزيرة قريبا.
كلمة أخيرة ؟
أشكرا جريدة “آشكاين” على هذه الفرصة.
على مَن يسمنون أنفسهم بالفنانين
ماذا قدّم مَن يسمنون أنفسهم بالفنانين المغاربة للبلاد غير العري والتهتك والمشاهد اللأخلاقية الغارقة في التخلف المعرفي والبداءة الخطابية العرجاء؟ الملايير تصرف سنوياً على خزعبلات باسم الفن في حين أن البلاد أحوج ما يكون لكل فِلس يتم تضييعه برعونة كبيرة ولا مسؤولية على أشباه الأعمال الفنية الحقيقية…
في الدول المتقدمة، الفن ينتج المال في حين هذه القاعدة معكوسة تماماً بالمغرب: المال ينتج السخافات …والأسخف تَشَكّي رواد السخافات من تجارتهم البائرة …
على كل مَن يحسب نفسه فناناً الفِياق باكراً والتوجه إلى موانئ المملكة للاشتغال كحمّال فذلك مَنبت الرجال…