لماذا وإلى أين ؟

أغنية “في بلادي ظلموني” تصل للعالمية وتزلزل الدول العربية

لم تكن جماهير فريق الرجاء البيضاوي، تتوقع أن تصل الأغنية التي صدحت بها حناجرهم بصوت واحد في ملاعب كرة القدم المغربية، إلى مختلف الأقطار خاصة العربية منها حيث لقيت انتشارا منقطع النظير.

ففي عز المشاكل الإجتماعية التي يعيشها المغرب وخاصة في خلال الأهشر القليلة الماضية ومع تفاقم الفواجع والأحداث المأساوية كوفاة مهاجرة مغربية برصاص البحرية وكذا إقرار الساعة الإضافية إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات وانقلاب قطار بوقنادل، أطلقت جماهير الرجاء أغنية “في بلادي ظلموني” والتي لا تمر مباراة دون أن يرددها الكبار والصغار والشباب في مدرجات الملاعب.

غير أن اللافت هو كون أغنية “في بلادي ظلموني”، قد عرفت انتشارا كبيرا في مختلف الدول العربية التي تعرف أزمات اجتماعية واقتصادية وسياسية مماثلة للمغرب أو أكثر سوءََ، فقامت صفحات عديدة تابعة لألتراس بعض الفرق العربية بمشاركة هذا الفيديو الذي يوثق لتفاعل جماهير الرجاء مع الأغنية، وخلصت إلى أن كلمات هذه الأخيرة تنطبق مع الواقع المعاش في هذه الدول.

“في بلادي ظلموني” قالت عنها صحيفة “عربي21″، “إنها تحولت إلى أيقونة “الغضب” الشعبي العربي الجديدة، أعادت عبر “الآلتراس” وحدة الإحساس بالفجيعة، وغياب الأفق وتضييع الأوطان، مع تحميل الأنظمة المسؤولية عن ذلك”، مضيفة نقلا عن أحد المسؤولين بالأتراس المشجعة للرجاء البيضاوي، “أن النسخة الأولى من الأغنية، أصعب من النسخة النهائية تضم كلمات أكثر قسوة، قبل أن تقوم المجموعة بتهذيبها كثيرا”.

بينما قالت وكالة “الأناظول”، “إن الأغنية تداولتها عشرات الصفحات والشخصيات الشهيرة في العالم العربي، بينها صفحتي الإعلاميين السوري فيصل القاسم (عدد متابعيه أكثر من 13 مليون)، والمصري معتز مطر (6 ملايين متابع) على فيسبوك، وتخطت عدد مشاهداتها بضع ملايين، مع آلاف التعليقات التي تناقش مضامين الفيديو”، مشيرة إلى أن الأغنية “أيقظت حماس ألتراس الفرق في عدد من الدول العربية، حيث شارك بعضها على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الفيديو الشهير للصيحة المغربية.

وأكد مئات المعلقين أن الأغنية تحمل رسالة “الوجع الواحد في بغداد والشام مرورا بالقاهرة حتى الرباط”، مؤكدين تقاسم نفس الهموم في بلدانهم، ومعتبرين أن أهازيج “المصير المشترك” لخصت حال شباب الوطن العربي كله وليس المغرب فقط، بحس نفس الصحيفة.

وفي سياق متصل، أورد الموقع الرسمي لقناة “الجزيرة” القطرية، “أن من يشاهد الفيديو يشعر كأن الأرض والمدرجات تهتز تحت أقدام شباب يطالبون الحكومة بتحسين أوضاعهم وتأمين حياة أفضل لهم وعدم ملاحقتهم وسجنهم”، مضيفة، “أن الشباب يناشدون في أغنيتهم المسؤولين بالاعتناء بالمواهب الشابة الذين مات لديهم “الشغف وحب الحياة”، كما تجسدت في الأغنية العشق والوله في “النسور الخضر”.

من جهتها قال موقع “عرب اليوم” المصري، “إن جماهير الرجاء المغربي، اقتربت من كسر حاجز الـ 2 مليون مشاهدة علي موقع يوتيوب ، من خلال أغنية ” في بلادي ظلموني ” التي يرددها 50 ألف متفرج في توقيت واحد ، و بشكل جماعي للتعبير عن معاناتهم، والمطالبة بتحسين أوضاعهم، وتأمين حياة أفضل لهم خلال احد مباريات الفريق المغربي في كأس الكونفيدرالية الإفريقية مؤخرا، ولقيت انتشارا رواجا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي تخطى حدود مشجعي “الرجاء” ليشمل مشجعي أندية مغربية أخرى.

ووصل عدد مشاهدات مقطع الفيديو ، الذي نشرته شبكة يوروسبورت الألمانية، الي مليون و 929 ألف و 934 مشاهدة ، بينما وصل عدد مشاهدات الأغنية علي حساب زماما المغربي الي مليون و 447 ألف و 386 مشاهدة.

وتقول كلمات الأغنية: “أوه أوه أوه، لمن نشكي حالي، الشكوى للرب العالي، أوه أوه أوه، هو اللي داري (هو الذي يعرف)…فهاد (في هذه) البلاد عايشين فغمامة، طالبين السلامة، انصرنا يا مولانا”.

وتضيف: “صرفو علينا حشيش كتامة خلاونا كي اليتامى نتحاسبو في القيامة..مواهب ضيعتوها.. كيف بغيتو تشوفوها .. فلوس البلاد كع كليتوها للبراني عطيوتوها…أوه أوه أوه.. توب علينا يا ربي”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x