لماذا وإلى أين ؟

صراع البام والاستقلال يمتد إلى المعقل الانتخابي للوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري (فيديو)

تعيش جماعة تلسطانت، المعقل الانتخابي للقيادية البامية والوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري، منذ شهور حالة من ”البلوكاج” السياسي، دفع رئيستها، زينب شالا، المنتمية لحزب الأصالة والمعاصرة إلى تقديم الاستقالة، وسط انتقادات حادة طالت أداء المجلس، ووُصِفَت المرحلة الحالية بـ”ركود خانق” بسبب فشل الوعود التي أُطلقت خلال الحملة الانتخابية .

وأتى ”بلوكاج” تسلطانت التي تعد أغنى جماعة بمدينة مراكش، بعد ان انقلب حزب الإستقلال، الذي يحوز على الأغلبية في تركيبة المجلس، على ”البام”، وذلك كامتداد للصراع الجاري حاليا بين الحزبين، والذي أوقده السباق الانتخابي المبكر، ليس فقط محليا بل على المستوى الوطني.

وكان الاستقلال قد ”تخلى” للأصالة والمعاصرة، عن رئاسة هذه الجماعة، في إطار التفاهمات بين مكونات الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي، خصوصا وأن فاطمة الزهراء المنصوري، كانت قد فازت بمقعدها البرلماني بسبب وعود كثيرة صاحبت حملتها الانتخابية، من بينها النهوض بأوضاع تسلطانت (الفيديو أسفله)، إلا أن المرحلة التدبيرية التي تلت الانتخابات خيبت آمال الساكنة، بحسب عدد من المتتبعين.

فاطمة الزهراء المنصوري خلال الحملة الانتخابية في تسلطانت

لكن في الأونة الأخيرة، وضع الإستقلاليون والاتحاديون، العصا في عجلة المجلس، مما دفع رئيسته البامية إلى تقديم استقالتها “مرغمة”، بعد أن تسببت حالة ”البلوكاج” في تفاقم مشاكل النظافة والعشوائيات، وغياب أي رؤية إصلاحية واضحة، في الوقت الذي استمرت فيه المشاريع السياحية والسكن الفاخر في الازدهار دون أي انعكاس على حياة الساكنة المحلية.

اليوم، لا يريد حزب الإستقلال أن يدفع بأي اسم لرئاسة الجماعة، رغم أنه يمتلك الأغلبية التي تخول له ذلك. وإذا كانت المفتشية الاقليمية للحزب بمراكش، قد نفت، في بيان، رفض تزكية القيادي الاستقلالي المحلي، عبد العزيز الدرويش، لرئاسة تسلطانت، إلا أن مصادر تحدثت لجريدة ”آشكاين” أكدت أن قرار الرفض اتخذ مركزيا ومن أعلى مستوى في الحزب، بينما تتحدث المصادر ذاتها عن توجه لإسناد هذه المهمة للاتحاد الاشتراكي، في شخص مستثمر في مجال المشروبات الكحولية.

إلى ذلك، ربطت جريدة ”آشكاين” الاتصال بيونس بوسكسو، المفتش الاقليمي لحزب الاستقلال، لاستفساره حول عدم تقديم الحزب لاسم يخلف البامية على رأس جماعة تسلطانت، ولماذا لم يترأسها الميزان منذ البداية لكونه يملك الأغلبية التي تخول له ذلك.

أقر بوسكسو بوجود ”بلوكاج” على مستوى تسيير الجماعة أدى إلى ”استقالة” رئيسة البام، لكن عاد ليؤكد أن انتخاب الرئيس الجديد ”محسوم”، في إطار التحالفات، دون أن يحدد اسمه ولا لونه الحزبي.

في المقابل، كشف مصدر لجريدة ”آشكاين”، أن لائحة الترشيحات لمنصب رئيس جماعة تسلطانت، تم التعرف عليها اليوم، ويتنافس اسمين عليه، الأول اتحادي والثاني من ”البام”، لكن الأخير دون رصيد أو وضع سياسي قوي قد يجعله ينال هذا المنصب.

بوسكسكو، ضمن حديثه لـ ”آشكاين”، أوضح أن موقف الاستقلال يعكس البيان التوضيحي الصادر عن المفتشية الاقليمية للحزب بمراكش، مفاده بأن البرلماني عبد العزيز الدرويش، أحد الآلات الانتخابية بتسلطانت، لم يقدم ترشيحه أصلا. فيما تشير مصادر أخرى إلى ظهور خلافات بين الاستقلاليين أنفسهم في هذه القضية.

وأضاف القيادي الاستقلالي بمراكش أن ”الأخلاق السياسية” تقتضي ”الوضوح في التزامات مع المواطنين من جهة، ومع الشركاء في التحالف من جهة ثانية”، داعيا إلى ”الانسجام مع الحلفاء لتجاوز حالة البلوكاج السابقة”.

في ظل هذا الوضع المعقد، قد تجد فاطمة الزهراء المنصوري نفسها، مُجبرة على تغيير دائرتها الانتخابية خلال الاستحقاقات القادمة، من أجل إعادة تموقعها السياسي وتفادي تبعات التجربة المحلية بجماعة تسلطانت التي قد تطيح بها أو تجعل حصولها على مقعد صعب جدا ما قد يشكل انتكاسة لحزبها وضربة يصعب تجاوزها.

في السياق ذي صلة، كان برلمانيون استقلاليون، قد وجهوا انتقادات حادة لوزراء من حزب الأصالة والمعاصرة، خلال مداخلتين بمجلس النواب والمستشارين.

كما تقاطرت الأسئلة الكتابية من الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، في الأيام الأخيرة، تحمل انتقادات حادة للسياسة التي تنتهجها المنصوري في قطاع الإسكان.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x