2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“أكاديمية للجهاد” تقود لتوقيف شقيقتين من أصول مغربية بمدريد

في ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، وتحديداً في بلدة ألكوركون، أوقفت السلطات الأمنية الإسبانية شقيقتين إسبانيتين من أصول مغربية، تبلغان من العمر 19 و21 سنة، بتهمة تأسيس شبكة تطرف ديني وصفتها الشرطة الإسبانية بـ”أكاديمية الجهاد”. عملية التوقيف نُفذت في إطار عملية أطلقتها “القيادة العامة للاستعلامات”، بالتعاون مع “الفرقة الإقليمية للاستعلامات بمدريد”، بعد شهور من التحقيقات التي كشفت عن مسار تصاعدي في تطرف الفتاتين.
ووفق مصادر إعلامية إسبانية، فالقصة بدأت كعلاقة عاطفية عادية جمعت إحدى الشقيقتين بشاب يحمل أفكاراً متطرفة، قبل أن تنتهي العلاقة ويترسّخ الفكر المتشدد لدى الفتاة، التي انجذبت لاحقاً إلى فكر تنظيم “داعش”. ومع مرور الوقت، أصبحت الفتاة الأكبر مهووسة بنشر الأيديولوجية السلفية الجهادية، حيث تخلّت عن عملها وانعزلت عن محيطها، وكرّست يومياً نحو 12 ساعة في نشاطات إلكترونية بهدف التجنيد والدعاية، وهو ما أدى لاحقاً إلى جذب شقيقتها الصغرى إلى نفس المسار.
ورغم أن الأسرة التي تنتمي إليها الشقيقتان كانت توصف من قبل الجيران بأنها “عادية ومسالمة”، فإن التحريات كشفت أن الفتاتين أسستا شبكة معقدة ومتعددة المستويات لتجنيد الفتيات، خاصة في صفوف المسلمات الشابات بإسبانيا. هذه الشبكة كانت تنشط عبر تطبيقات المراسلة، خاصة “واتساب”، من خلال مجموعات تجاوز عدد أعضائها الألف، وكانت تقدم نفسها كجمعية دينية تُعنى بنشر الإسلام، في حين كانت تُمرر مضامين متطرفة بشكل تدريجي.
الأنشطة الدعوية التي نظمتها الشقيقتان تضمنت تقديم عروض تعريفية في المساجد، توزيع كتيبات تعليمية، وتنظيم فقرات ترفيهية للأطفال، ما ساهم في كسب ثقة عدد من النساء. إلا أن المحتوى الحقيقي في المستويات العليا من تلك “الأكاديمية” كان يدعو صراحة إلى الجهاد، تمجيد “داعش”، واعتبار الموت في سبيل هذه الأفكار شهادة مطلوبة. وظهرت صور مفبركة لإحدى الشقيقتين وهي تحمل سلاحاً، كما عبّرتا صراحة في محادثات عن رغبتهما في “الجهاد”.
القضاء الإسباني وفق بلاغ للداخلية الإسبانية، قرر بعد توقيف الشقيقتين، إيداع الكبرى رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما تم الإفراج المؤقت عن الصغرى في انتظار استكمال التحقيقات.