2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
استحواذ فندق على ساحة تاريخية بطنجة يصل البرلمان

أثار إقدام المالكين الجدد لفندق “كونتيننتال” بالمدينة العتيقة لطنجة على وضع حاجز حديدي وإغلاق ساحة تاريخية أمام العموم، جدلاً واسعاً، بلغ صداه قبة البرلمان، بعد أن وجهت النائبة البرلمانية نبيلة منيب سؤالاً كتابياً لوزير الداخلية حول ما وصفته بـ”تشويه معلمة تاريخية مصنفة ومنع الولوج إلى ممر أثري يربط ساحة باب المرسى بدار البارود”.
وقالت البرلمانية أن الساحة موضوع النزاع من أبرز الفضاءات المصنفة في قلب المدينة العتيقة لطنجة، إذ تحتل موقعاً استراتيجياً يربط بين معالم سياحية وتاريخية بارزة، فضلاً عن كونها نقطة جذب للزوار، نظراً لمشاهدها البانورامية المطلة على الميناء وتاريخها المتجذر في الذاكرة المعمارية للمدينة.
وأضافت البرلمانية أن الوالي السابق لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، كان قد تدخل لتحرير هذه الساحة من استغلال غير قانوني سابق، عبر هدم سور أقامه المالكون السابقون للفندق، كما تم تزيين الفضاء بعناصر حضرية جمالية من إنارة ومقاعد، ما أعاد للساحة رونقها وجعلها فضاءً مفتوحاً للمواطنين والسياح.
غير أن المالكين الجدد للفندق أعادوا الكرة، وفق ما ورد في سؤال منيب، عبر نصب حاجز حديدي وحارس خاص يمنع الدخول، في خطوة وصفتها النائبة بـ”الاستحواذ غير المشروع”، خاصة أنها طالت أيضاً تجهيزات عمومية أنجزتها السلطات، ما أدى إلى غلق الممر الأثري الذي يشكل شرياناً مهماً في شبكة التنقل داخل المدينة العتيقة.
وتساءلت منيب عن الأساس القانوني الذي سمح بهذا الإجراء، مستنكرة غياب أي إشارة إلى إشراك وزارة الثقافة، باعتبار أن الساحة المعنية فضاء مصنفاً، مطالبة بتوضيح موقف الوزارة وفتح تحقيق حول ما وصفته بـ”طمس ملامح الساحة ومصادرة ممر أثري وتاريخي”.
كما طالبت النائبة الاشتراكية السلطات المعنية بالتدخل العاجل لإزالة الحاجز واسترجاع الساحة إلى حظيرة الملك العمومي، داعية إلى محاسبة المتورطين في ما اعتبرته انتهاكاً صريحاً للتراث الجماعي وسابقة تمس بحق المواطنين في ولوج فضاءاتهم التاريخية المشتركة.