2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“إنترناشيونال بزنس تايمز”:اعتراف لندن بمغربية الصحراء يفتح آفاقًا تجارية ”لا مثيل لها” أمام الشركات البريطانية

أفادت الصحيفة الاقتصادية البريطانية ”انترناشيونال بزنس تايم”، بأن اعتراف المملكة المتحدة، بمغربية الصحراء، سيخلق إمكانات تجارية لا مثيل لها للشركات البريطانية. ووصف المنبر الإعلامي، أن الخطوة ”دبلوماسية استراتيجية ذات أبعاد اقتصادية واسعة”.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال زيارته الأخيرة للمغرب، عن دعم بلاده لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء. ويُعد هذا التأييد، الذي طال انتظاره من جانب لندن، تحولًا محوريًا يُتوقع أن يفتح الباب أمام فرص تجارية واستثمارية غير مسبوقة للشركات البريطانية في المنطقة الجنوبية للمملكة، تشرح “”انترناشيونال بزنس تايم”.
وأضافت أنه لطالما حالت حالة عدم اليقين السياسي بشأن مستقبل الصحراء دون الاستثمار الفعال للكيانات البريطانية، مما منعها من الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية الهائلة للمنطقة.
ومع تأييد لامي لخطة الحكم الذاتي، تنضم المملكة المتحدة إلى حلفائها الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، في الاعتراف بهذه الخطة كالمسار الأكثر قابلية للتطبيق للمضي قدمًا، مما يضع بريطانيا في موقع يمكنها من الاستفادة بشكل كبير من منطقة مهيأة لتنمية سريعة.
وأبرزت الصحيفة الاقتصادية الأكثر المقروئية في بريطانيا أن الصحراء المغربية، تعتبر، بفضل موقعها كبوابة إلى غرب أفريقيا ومواردها الطبيعية الغنية، منطقة ذات إمكانات اقتصادية تتجاوز بكثير مجرد المعادن.
وتُعول الشركات البريطانية على فرص التعاون في مجالات حيوية مثل البنية التحتية، الطاقة المتجددة، والابتكار. ويُعد مشروع ميناء الداخلة الأطلسي الجديد، المقرر اكتماله في عام 2028، مثالًا بارزًا على هذه الإمكانات، حيث سيُغطي مساحة 1650 هكتارًا وسيتعامل مع 35 مليون طن من البضائع سنويًا.
ولتعزيز هذه الفرص، تُعد وكالة تمويل الصادرات البريطانية (UKEF) أداة رئيسية، حيث توفر التمويل والتأمين والضمانات التي تقلل من مخاطر المصدرين البريطانيين. ومن شأن اعتراف الحكومة البريطانية بالسيادة المغربية أن يُمكن الشركات البريطانية من الحصول على شروط ميسرة، مما يجعل التجارة أكثر جاذبية.
خلال زيارة لامي، بحسب الوسيلة الإعلامية دائما، كانت مناقشاته مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “عملية للغاية”، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في قطاعات الرعاية الصحية، الابتكار، النقل، والبنية التحتية للمياه.
تعكس هذه الاتفاقيات، تضيف الصحيفة رؤية المغرب لتحويل الصحراء إلى مركز للتجارة والتكنولوجيا والتنمية المستدامة، ويمثل تصريح لامي دعوة واضحة للشركات البريطانية للمشاركة في رسم هذا المستقبل.
كما تُوفر خطط المغرب لتوسيع وتحديث بنيته التحتية، خاصة استعدادًا لاستضافته المشتركة مع إسبانيا والبرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030، فرصًا واسعة للشركات البريطانية المتخصصة في الهندسة، البناء، الخدمات اللوجستية، والابتكار. وأشار لامي إلى أن هذه الاتفاقيات ستساعد الشركات البريطانية على “الفوز بشكل كبير على أكبر مسرح لكرة القدم”، مما يُبرز الإمكانات الهائلة في مجالات البنية التحتية الرياضية، الضيافة، السياحة، والخدمات اللوجستية.
بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية، وفقا للصحيفة، تُحقق هذه الخطوة مكاسب جيوسياسية أوسع للمملكة المتحدة في عالم ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تسعى لندن لتعزيز تحالفاتها الثنائية خارج أوروبا. من خلال تأييد خطة الحكم الذاتي المغربية، تُعزز المملكة المتحدة علاقاتها مع لاعب رئيسي في شمال أفريقيا، وهي منطقة تتزايد أهميتها للتجارة، الأمن، والطاقة.
يُتوقع أن تُساهم هذه الخطوة في تسريع التوصل إلى حل نهائي للنزاع، مدعومًا بالتجارة والتنمية، مع استعداد المملكة المتحدة للعب دور محوري.
ويُعتبر تأييد ديفيد لامي لخطة الحكم الذاتي المغربية بمثابة دعوة فورية للتحرك، حيث يُشجع الشركات البريطانية على اغتنام الفرص الاستراتيجية المتاحة في المغرب، وترسيخ وجود اقتصادي دائم في الصحراء المغربية بعد جمود طويل في حالة الجمود الجيوسياسي.