لماذا وإلى أين ؟

صحيفة موريتانية: الرسالة الملكية إلى سيدي ولد التاه هي إعلان لتحالف مغربي–موريتاني في قلب إفريقيا

لم تكن رسالة التهنئة التي بعث بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الدكتور سيدي ولد التاه، بمناسبة انتخابه رئيسًا لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، مجرد مجاملة بروتوكولية عابرة، بل جاءت محمّلة بإشارات دبلوماسية واضحة تعكس رؤية استراتيجية شاملة للمغرب تجاه شراكاته الإفريقية، وخصوصًا مع موريتانيا، في ظرف إقليمي ودولي مطبوع بالتقلبات والتنافس الحاد على النفوذ داخل القارة، هذا ما خلص إليه تحليل صحيفة موريتانيا للرسالة الملكية.

الرسالة الملكية حرصت على إبراز الكفاءة الشخصية والدولية التي يتمتع بها ولد التاه، مع تعبير صريح عن استعداد المملكة لـ”عدم ادخار أي جهد” في مؤازرته، وهو تعبير “دالّ على مستوى غير مسبوق من الانخراط السياسي والمؤسساتي في دعم هذه الشخصية التي تتولى رئاسة إحدى أبرز المؤسسات المالية بالقارة”، وفق صحيفة الأنباء الموريتانية.

وترى الصحفية أن هذا الموقف، وإن كان موجّهًا إلى مسؤول موريتاني، إلا أنه يُقرأ كرسالة مضمّنة لبقية الفاعلين في إفريقيا، مفادها أن المغرب يراهن على الكفاء ات والقيادات الإفريقية القادرة على المساهمة الفعلية في مسارات التنمية والاستقرار، بعيدًا عن الاصطفافات الإيديولوجية أو المصالح الآنية الضيقة.

وتؤكد صحيفة “الأنباء”، أن هذا التوجه يندرج في صلب السياسة الإفريقية للمغرب، التي تمّ تكريسها منذ العودة إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، والتي تقوم على بناء شراكات واقعية ومشاريع ملموسة تحقق النفع للشعوب. وقد شكّلت الرسالة الملكية، وفق المصدر، مثالًا جديدًا لهذه السياسة القائمة على البراغماتية الذكية، والتضامن الإفريقي المبني على الكفاءة والتكامل.

في السياق الموريتاني، تؤشر الرسالة الملكية إلى مستوى متقدم من التقارب بين الرباط ونواكشوط، يقوم على أسس التعاون الثلاثي الأبعاد: مغربي–موريتاني، مغاربي–إفريقي، وتنموي–تمويلي، خصوصًا في قطاعات حيوية كالطاقة المتجددة والتنمية الزراعية، وهي أولويات مشتركة للبلدين، وفق “الأنباء”.

ويرى المنبر الإعلامي أن هذا التقارب لا يبدو معزولًا عن التحولات الجارية في المنطقة المغاربية، حيث يُنتظر أن يُسهم في إعادة تشكيل توازنات إقليمية جديدة، ترتكز على التعاون الثنائي كمدخل واقعي لتعويض تعثرات البُنى المغاربية الجماعية.

وخلص الصحيفة بالتأكيد أن الرسالة الملكية الموجهة إلى سيدي ولد التاه، ينظر إليها بأنها ليست مجرّد تهنئة، بل وثيقة دبلوماسية حافلة بالإشارات الاستراتيجية، تعكس رؤية مغربية متقدمة لبناء شراكات إفريقية فاعلة، وتؤسس لتحالف مغربي–موريتاني في قلب الدينامية التنموية للقارة. كما أنها تجسيد عملي لسياسة المغرب في دعم الكفاء ات الإفريقية المستقلة وتعزيز حضوره في مراكز القرار المالي والمؤسساتي في إفريقيا.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x